الضربة العسكرية
لقد استطاعت الولايات المتحدة الامريكية برأس نظامها منذ ان تم ابادة ما يقارب من 1500 قتيل بالضربة الكيماوية بينهم نسبة كبيرة من الاطفال والنساء من الشعب السوري بأسلحة محرمة دولياً كما اكدتها اتفاقيات جنيف استطاع هذا النظام (الذي يعد نفسه القوة الوحيدة في العالم ) ان يمثل على شعوب العالم اجمع وعلى القوى الدولية في العالم وشعوب المنطقة واخذ الناس ينتظرون الضربة المزعومة و بأنها قادرة على ردع اي قوة اخرى في هذا العالم المضطرب من اجل الانسان البشري ( اقصد من اجل مصلحة امريكيا وامنها كما صرح الرئيس اوباما مرات عديدة)؟
فمارست امريكا حربا اعلامية كاذبة في الوضع السوري المتأزم وهيجت الشعوب العربية وجيشت الجيوش البحرية والجوية واعلنت عن ضربة وشيكة ومحدودة لا تهدف الي اسقاط النظام و بانها ستكون مع الابرياء وستقف الي جانب المظلومين في هذا الصراع الذي قارب على انتهاء عامه الثالث على ارتكاب ابشع الجرائم الانسانية في حق البشر ووعدت واعدت العدة وانها ستأخذ بثأر ممن ابيدو بدم بارد وبأسلحة فتاكة حرمتها ومنعتها اتفاقيات دولية بموافقة العالم اجمع وقامت من اجل ذلك بإرسال السفن والقطع البحرية التي ذكرت وراجمات الصواريخ وطائرات اف 16 في البحر والجو
وقامت بحشد بعض القوى الدولية الاخرى وبالتنسيق مع العديد من الدول بما فيها جامعة الدول العربية بان الضربة ستكون خلال يومين على الاكثر لكن سرعان ما انكشفت هذه اللعبة التي اعلن عنها قادة هذه الانظمة الدولية بعضهم بحجة الضغوط من قبل شعوبهم الممثلة بمجالس شعوبهم كمجلس العموم البريطاني الذي اجبر وغير بريطانيا بتغير موقفها المتحمس اتجاه الضربة و تراجع الموقف الفرنسي وتخاذل الموقف الامريكي بعد ان تردد اوباما بناء على هذه المواقف من قبل هذه الدول واحال ملف الضربة على موافقة الكونجرس الامريكي ممثلا بمجلسي النواب والشيوخ لا عطاءه تفويضا لتنفيذ ما وعد به بعد ان التقى كل من وزيري الدفاع والخارجية ورئيس اركان الجيش الامريكي لعدد من مجلس الشيوخ الامريكي لشرح نظرهما كل على حدة بأهمية الضربة العسكرية وبانها من مصلحة الامن الوطني الامريكي المتمثل بالمصالح الامريكية في المنطقة بهدف اقناع الكونجرس
واستطاع الي حد ما ان يقنع لجنة الشؤون الخارجية بما فيها رئيس مجلس النواب بالضربة العسكرية ( المحدودة و التجميلية كما وصفها البعض ) والتي لا تهدف الي اسقاط او تغير النظام هذا الوضع مع اقتراب الايام لموعد انعقاد الكونجرس الامريكي في التاسع من هذه الشهر شهر ايلول 2013 مر ( باراك اوباما ) بحالة من الارباك والارتباك حيث تراجعت وتبدلت المواقف بسبب ظهور بوادر الموقف المتشدد والمتوقع لأكثرية مجلس لشيوخ والنواب الامريكي بعدم الموافقة على الضربة العسكرية وتزامنت معا المبادرة الروسية الذكية وهي ( استعداد سوريا تسليم اسلحتها الكيماوية الي روسيا وتحت اشراف دولي ) وبمباركة من اوباما الذي اعتبر ان هذا تطور ايجابي وسيخرجه من المأزق الذي كاد ان يقع فيه
ومن هنا صرح بانه غير متفائل بان الكونجرس لن يعطيه الموافقة على الضربة مهيئ العالم لهذا التطور الذي جاء منسجماً مع الارتياح السوري للمبادرة الروسية الذكية التي انقذت النظامين السوري من الغرق بمستنقع تدمير النظام والامريكي من الحرج الشعبي العربي والدولي مع ان المطالبات من قبل الشعوب العربية وحتى الدولية ان تكون الضربة للنظام والجيش والمواقع العسكرية فقط بهدف التقليل من القدرة العسكرية السورية التي دمرت البنية التحتية للدولة اضافة الي تدمير الشجر والحجر ووقوع ما لا يقل عن مئة الف قتيل و الاف من الجرحى وتشريد ما لا يقل عن مليونين من اللاجئين المشردين الي دول الجوار
والخلاصة هنا : التي نستنتجها من ذلك ان غالبية الشعوب العربية لا تريد لسوريا الدولة ان تتأثر بهذه الضربة من حيث تدمير البنية التحتية ولا يريدون وقوع مزيد من القتلى والجرحى والمشردين ولا احتلال الارض والتشبث بها بحجة اعمال النظام العدوانية ضد الشعب السوري الاعزل كل ما كان يطمح اليه العالم هو (فركة اذن للنظام الدموي ليس الا بعدم استخدام ذلك مرة اخرى ) والانتقام والأخذ بالثأر للضحايا الذين سقطوا بالكيماوي وغيره وانهاء الازمة با التفاوض او بتنحي راس النظام
واخيرا من نتائج هذا التهويل الامريكي المزعوم تبين للأشهاد الدور الروسي القوي وتأثيره بالعملية برمتها لصالح النظام السوري وحلفاءه الذي استطاع سحب البساط بهدوء من تحت ارجل الحصان الامريكي المتمثل بموقف اوباما المسبق من النظام السوري بالمقابل ظهر الانهزام الامريكي الذي فقط مصداقيته امام العالم والذي تبين من خلال التردد والارباك الذي عاشه الرئيس الامريكي على مدار ايام بخصوص الضربة العسكرية المحدودة كما اعلن عنها وللأسف الشديد هذا سيجعل من روسيا دولة عظمى لها تأثيرها على مجلس الامن من خلال ممارستها للفيتو بالتنسيق مع حلفاء اخرين بمجلس الامن ثبت ان لهم دوراً اقوى ومؤثر من الدور الامريكي الضعيف في هذا المجال والذي غالباً ما يعتمد على اسلوب الفزعة الذي مارسه وزير الخارجية الامريكي والذي انتهى بالفشل الذريع الذي ظهر من خلال جولته الاوروبية هذا ما جعل لروسيا العظمى دوراً وحضوراً في المنطقة مما يقوي شوكة النظام السوري الدموي ضد شعبه وجعلة قوة ضاغطة وضاربة في المنطقة تسبب حالة من عدم الاستقرار والامن الذي ينشده الجميع
وليس غريباً ان يستخدم السلاح الكيماوي لمرات قادمة ضارباً بعض الحائط كل ما تم الاتفاق عليه بهدف كسب الوقت لإبادة ما تبقى من شعبه ليس الا ويبقى الموقف الامريكي المتخاذل شاهداً على ما سيحدث في الايام القادمة متمسكاً بذريعة المبادرة الروسية التي هي مجرد كلام ليس الا لكسب مزيداً من الوقت لإظهار عظمة الدور الروسي على حساب الدور الامريكي وهيمنة النظام السوري على ساحة القتال والتدمير بشرعية جديدة ساهمت فيها الدول العظمى بأعطاء الضوء الاخضر للنظام السوري بان يفعل ما يريد ؟؟؟؟؟؟!