سلامٌ على ارض الكنانة ....

سلامٌ على ارض الكنانة .... بقلم : صالح ابراهيم القلاب نرى ونسمع ونراقب ما يحدث في ميادين مصر وساحاتها وازقتها وشوارعها وما يقع علىضفاف نهر النيل من احداث يراقبها القاصي والداني واحتمالات وتوقعات يرقبها المصريون والعرب والبعض يوجس خيفةً من شبح الفتنة واراقة الدماء على تراب ارض الكنانة .

قبل نحو شهر من الزمان فوجىء شعب مصر بمن تسوّر عليه محراب ثورةٍ انتظرها طويلا فوجىء شعب مصر بمن خطب منه ودّ الحرية والديمقراطية وسيادة القانون وعزّهُ بالخطاب ومد له يداً بوعودٍ ظاهرها الحرص على مصلحة الدولة والخوف على دماء المواطنين ولا ندري هل في اليد الاخرى غصن زيتونٍ ام قيوداً وسلاسل وسياطاً طالما عرفتها الشعوب المغلوبة على امرها؟ .

لا شك انه لأمرٌ يدعوا للعجب ... ان يقوم وزيرٌ يرتدي بزة عسكرية باعتقال رئيس دولةٍ منتخب وتوظيف رئيسٍ لا بالمتظر ولا بالمرتقب وكأن لسان الحالِ يعيدُ ذاك المشهدُ الدرامي لاحد الطغاة يعفوا عن احدهم فيقول انا احيي ..! ويقتلُ الآخر فيقول... انا اميت..! وما احياهم ولا اماتهم الاّ الله الواحد القهّار ! او كمن قال : لا اريكم الا ما ارى ولا اهديكم الا سبيل الرشاد !

ثلاثون يوما وذاك الشعبُ يقف على ارض الكنانة في سابقة ما عرف مثلها التاريخ ... وواهمٌ من يدعي ان تلك الجموع تمثل تيارا او اتجاها واحدا بعينه ... بل هو شعب مصر ... ابن القاهرة والاسكندرية ودمياط واسوان والسويس وقف يقول لا لمن اعتادوا امتطاء صهوات الشعوب والدوس على الرقاب المتطلعة للحرية والكرامة في سبيل تركيع وتطويع ...(وتكديش )

هذا الجواد الحرّ لاعادة وضع ذاك النير الثقيل على كاهلة لحقبة اخرى طويلة من الزمان . لعمرك ان افتراس حرية الشعب ومكتسباته والوثوب على الشرعية بحجة الحفاظ على الدولة وعذر الخوف على الديمقراطية من الضياع ! حجةٌ واهيةٌ وعذرٌ اقبح من ذنب وكلمة حقٍّ اريد بها باطل ... بل قل انها ردةٌ نحو صولجان هامان وعزة فرعون بالاثم والعدوان .

لا ندري هل استكثر البعضُ على هذه الامة ان يكون امرهم شورى بينهم ...؟ ان يحتكموا لصناديق الاقتراع بدلا من الاحتكام للغة الاقصاء والاستحواذ ومصادرة حرية تفوح رائحة دمائها المهدورة ممتزجة برائحة البارود من فوهات بنادق دقت في صدور ابناء الشعب المسالمين ..؟

لا ندري هل كتب على ابناء هذه الأمة ان تهدر دماءهم رخيصة كلما حان رحيلٌ لاحد القابضين على صولجان السلطة او كلما تطاولت عنقُ للوثوب على كرسي الحكم والرئاسة في حين ان معظم شعوب الدنيا حولنا عرفت وتعلمت ابجديات الحرية واحترام القانون وقدسية الدماء والحقوق والتداول السلمي للسلطة ؟.

سلامٌ على ارض الكنانة .... سلامٌ على مصر مذ سار جمل المحمل يحملُ الحرير والديباج والقطيف كسوة للبيت الحرام .... سلامٌ على مصر منذ ان لفظت شاور وذريته وزبانيته من الراقصين على الحان سيوف الفرنج التي تلطخت بالدماء الحرام لحجاج المسلمبن قرب مؤاب وفي اكناف المسجد الاقصى ... سلامٌ على شعب مصر مذ سار مكبراً في جند صلاح الدين نحوطبريا والقدس وحطين... سلامٌ على جندِ مصر الشجعان الطيبين مذ رابطوا في درب هولاكو عند عين جالوت .

سلامٌ على ارض الكنانة في العشرِ الاواخر من رمضان وذاك الجمع الواقف فيها بين نبضات قلوب الغيارى من العرب والمسلمين وتمنيات الامهات الطاهرات وقد رفعن اكفهنّ تضرعاً لله ورجاء ان يحقن دماء ابناء مصر وان يحفظ ارض مصر ووحدة مصر ونيل مصر لتبقى ريحانة العرب وحادية الركب .