كيف لنا أن نثق ؟؟

حينما يكبر الألم داخلنا , وتصبح الحروف جوفاء لأتحمل معنى , ويتبدل ضوء النهار بعتمة حالكة , حينما نقف مكتوفي الأيدي لاشيء يحمينا حتى جدار نستند عليه , وقتها سنرفع أيدينا لنعلن بأننا فقدنا الثقة بكل ما حولنا

وهذا ما أصبحنا نعانيه بأننا فقدنا الثقة بكل شيء , بالإصلاح الحقيقي الذي طالما سمعنا به ولم يكن سوى كلمات خرساء لا معنى لها ولا وجود إلا في قاموس رجال نهبوا وسرقوا الوطن , وقدموا أفراده قرباناً لينموا ثرواتهم , ويبيعون ويشترون تراب الوطن بأثمان رخيصة.

كيف لنا أن نثق بهولاء الرجال ؟ الذين وقفوا خلف المنابر, وجلسوا خلف المكاتب التي اشتروها من دماء هذا الشعب, خدعونا بكلماتهم المنمقة الواثقة من نفسها.,

ولم نكن ندري بان وراء تلك الشخصيات تكمن وحوش تنهش من لحم هذا الشعب بلا رحمة ولا شفقة, كيف لنا أن نثق بشخصيات تقلدت منصب عليا في وطني؟

وفي النهاية كانت أسماءهم الأولى والأبرز في ملفات الفساد فسجلوا تاريخاً ملطخاً بالعار والذل , ولم يكن المواطن سوى الضحية , وجيب المواطن هو الحل الوحيد في إنقاذ الوطن , في حين ارتفعت الأسعار بشكل كبير على حساب المواطن وازداد عدد العاطلين عن العمل , وتحولت جامعاتنا إلى ساحة حرب وقتال وأصبح الرضوخ لقرارات صندوق النقد الدولي الظالمة هو الحل

 في وقت يتم فيه تغييب إرادة المواطن بالمشاركة بالقرار السياسي والاقتصادي, فاصبح مجهول الهوية في وطنه ،أبناء هذا الوطن هم من قتلوه , ويهتفون فليعيش الوطن

وسيأتي يوماً نهتف فليعيش صندوق النقد الدولي الذي لا ندري إلى أين يسير بنا ؟ وليعش من ينهبون الوطن لأنهم اثبتوا لنا بان الشرفاء لا مكان لهم هنا

وان ثقتنا ستصبح منزوعة أمام كل من يتولون مناصب عليا في وطني , لان أصحاب هذه المناصب باعوا الوطن ذات يوم ومازالوا يبيعون , وكما قال فريديريتش نيتشة"الثقة كالمزهرية، حالما تنكسر لن تعود أبداً كما كانت حتى وإن أصلحتها "