رسالة من محمد الحديد ردا على تصريحات السفير الأمريكي ..
رداً على تصريحات السفير الأمريكي في عمان لا ينفك السفراء الأمريكيون المتعاقبون على ظهر عبدون عن التدخل في الشؤون الداخلية للدولة الأردنية وهم دائماً " يشهدون الزور " بعد كل انتخابات نيابية بأنها كانت نزيهة وبمستوى المعايير العالمية للنزاهة ثم يثبت بعد برهة قصيرة أنها كانت مزورة باعتراف النظام الأردني وحصل هذا مرتان على لسان السفير الأمريكي السابق " ديفيد هيل ".
أما السفير الحالي "ستيوارت جونز" ففي آخر لقاء له مع وزير الداخلية "حقنا" صرّحَ أن الأردن يسعى ليكون نموذجاً يحتذى في المنطقة .. يا للعجب – ملك معصوم – حكومة معينة – برلمان مزور ، هل هذا نموذج يحتذى ؟! مع أن معيشة المواطن الأردني بالكفاف ودونه وقد لا يجد البعض نعالاً يحتذى .. كما يقول أنه بحث مع وزير الداخلية سبل التعاون الثنائي وهذا يشي بمستوى معين من التنسيق الأمني والطلب بتشديد القبضة هنا أو هناك وإلا لماذا لا نرى وزير الداخلية يجتمع مع السفير الإيراني مثلاً ..
وإن كان للسفير "جونز" حاجة فيمكن قضاؤها بواسطة ناصر جودة حسب القنوات الدبلوماسية .. ثم يتحدث "جونز" عن الإصلاح ،فيقول : إن الأردن يسير بالاتجاه الصحيح ..و يتجاهل جونز ما يقوله الشعب الأردني عن الإصلاح والصحيح أن الأردن يسير بالاتجاه الأمريكي وهو فعلاُ يدعم جهود الحكومة الذاهبة في هذا الاتجاه .. كما تحدث "جونز" عن الإنتخابات الأخيرة في الأردن مثل سلفه " ديفيد هيل " يقول: أنها نزيهة وبمستوى المعايير الدولية للنزاهة بالرغم من الحاجة الى إعادة النظر في بعض القوانين التي تعزز عملية الإصلاح السياسي.
وقد تناقض السفير "جونز" مع نفسه حينما يعود بعد ذلك ليقول بأن الأردن يسير بالاتجاه الصحيح. أن الشعب الأردني يعتبر نقد السفير "جونز" لما يسمى بالإصلاحات الحكومية تدخلاً في الشؤون الداخلية وهو مرفوض شعبياً لأننا نعرف أن الشيء الوحيد الذي يهم السفارة الأمريكية في عمان هو أمن إسرائيل لا غير ويعرف الشعب الأردني أن السفارة الأمريكية تبارك جهود الحكومة الأردنية في قمع الحريات وانتهاك حقوق الإنسان وحجب المواقع الإلكترونية واعتقال المتظاهرين السلميين وإهانتهم كما تبارك السفارة الأمريكية جهود المخابرات في تشكيل فرق البلطجية الذين يعتدون على المتظاهرين السلميين بمختلف الوسائل و يعتدون على ممتلكاتهم الخاصة.
كما يبارك السفير "جونز" وسفارته جهود الحكومة بإصلاح فساد الخزينة من جيب المواطن الأردني من دخله المحدود الذي يعاني أصلاُ من جهود الحكومة المنصبة على رفع الأسعار . يعرف الشعب الأردني أيضاً أن السفارة الأمريكية تبارك محكمة أمن الدولة المخالفة للقانون الدولي كما يبارك السفير الأمريكي "جونز" الحكم الفردي المطلق في الأردن منذ مئة عام وهو يدعم هذا الحكم .. مع ذلك ما زالت تدعي أمريكا الديموقراطية والحرية . إن على السفير "جونز" الخجل من الظهور أمام الشعب الأردني الذي يؤمن أن جل عنائه ومعاناته بسبب سياسة أمريكا وأعوانها في المنطقة . الشيخ محمد خلف الحديد