التدريب الميداني في الجامعات، بين الإحباط ومحاولة العبور
جراءة نيوز - رأفت قبيلات يكتب ..
يقضي طلاب الجامعات اعواماً اربعة بين ممرات الكليات وقاعات التدريس والواجبات وفي الفصل الأخير ينتشرون بحثاً عن مكان للتدريب وصقل الخبرات والمهارات تحت اشراف دكتور ربما لا يزورهم في مكان التدريب ، وربما بعثهم لاحد ما لانه يعرفه من خلال منصات التواصل الاجتماعي.
في الأمس وأثناء تجوالي في حواري الفيسبوك ممتعضاً متململاً صادفت احدهم كان شاحباً ويشعر بغصةٍ وبعضٍ من الانكسار، تجاذبنا أطرافَ الحديثِ الحذر ثم قال:" كرهت الشغل، والتدريب"
كانت هذه الكلمات نتاج بعض الكلمات التي سمعها أثناء تدريبه في مكانٍ وضيع، ومع ثلةٍ من الطارئين الذين لا يمتون لأخلاقيات العمل بصلة هم فقط لقطاءُ الصدفة البحتة، الفارغون جداً بلا محتوى وبلا مضمون ، بارعون في افتعال المشكلات و الأحاديث، فاشلون في الفرص وفي العمل، يواجهون انقطاع الكهرباء ونقصاً في السيولة والكثير من العَفَنْ.
لا أعلم اهو ذنب صاحب العمل الذي ارى فشله واضحاً في تصرفاتِ موظفيه، ام هو فشل الدكتور المشرف ، الذي لم يكلف نفسه في معرفة المكان ولم يقم بزيارته او التأكد منه قبل ارسال طلبةٍ يواجه ذويهم كل صعوباتِ الحياة لتأمين احتياجاتهم.
على وزارة العمل التحرك وزيارة كافة الشركات لترى درجة السوء والتردي، وعلى الجامعات اعطاء الدكتور المشرف مساحة كافية ليخرج ويتفقد طلبته في اماكن التدريب، فما ذنب طالب كان يرى احلام وردية ان يصطدم بهكذا ( عينات) لا تجيد نصب المفعول الا بعد تكراره ٩ مرات على الاقل
ليكره ما يحلم به، تخيلوا أن من يقوم ( بالتنظير ) لا يستطيع اتمام عمل لوحده ويحتاج فريقاً كاملاً لترتيب بعض جمل اللغة العربية بشكلها الصحيح.
اذكر انني واجهت العديد من الصعوبات في فترة دراستي الماجستير فكان العمل شيء وما تراه في المناهج شيء اخر، صحيح انني كنت افقد السيطرة على اعصابي نتيجة هذا الضغط ولكن ماذا سيفعل طالب لم ير من الحياة شيء بعد ، ولم يدرك أن عديداً من الأماكن ستصيبه بكثير من اليأس والتعب.