مشهد لعبة (البازل)
المشهد مكركب ..يشبه لعبة (البازل) ؛ كل قطعة منه في حتّة..والناظر إليه من بُعدٍ سيدرك فوراً أن رأسه سيُخبط بألف حائط وحائط كي يفهم ما هذه القطع المتناثرة للمشهد ..؟! المشكلة ولبُّها وأُسّها أن كلّ قطعة من المشهد ترفع شعاراً غير قابل للتعديل مكتوباً بالخط الأوضح: أنا الحقيقة..! وتضيع الحقيقة وسط الحقائق المرفوعة..!
الناس تتألم ويزداد ألمها..الناس خائفة ويزداد خوفها..الناس ملعون أبو فاطس فاطس فاطسها..الناس مضروبة على راسها..تنظر إليهم تحسبهم مرضى من كثرة التدعثر بالوعود التي لا تأتي على إنجاز..!!
أجزم وأنا مطمئن الفؤاد..أن أحداً مهما بلغت عبقريته لن يستطيع تجميع قطع المشهد بشكل صحيح..ولكنني أجزم وطمأنينتي تحرقني وتوصلني مرحلة القرف مما يجري..وبالتالي هي ليست طمأنينة بقدر ما هي خوف يزداد من (بكرة) وعلى (بكرة)..لأن أصحاب قطع (البازل) تعجبهم اللعبة..وتعجبهم أكثر حالة الفوضى المتزايدة في محاولة ترتيب المشهد الذي لن يترتب وسط اختلاف الأهواء واختلاف المرجعيات واختلاف الثقافات واختلاف التشخيص واختلاف الطموح لكل جماعة ..!