خـثْـوَرِيْـرَة
كل شيء حولك يذكرك بالـ (خـثْـوَرِيْـرَة)..! تشعر أنها باروميتر وجودك في الحياة ..! فإن كثرت (خـثْـوَرِيْـرَتُك) فأنت ماشي صح وصحّ الصح كمان..! لا تستعجلوا على معرفة معنى الـ خـثْـوَرِيْـرَة..فهي كلمة يعرفها أي عجوزٍ طاعنٍ بالنظافة والترتيب..كلمة ما زالت ترددها أُمّي للآن وكل شبيهاتها عندما يُصدرن بيان احتجاج على الكراكيب..!
الناس أنفسهم تحوّلوا إلى خـثْـوَرِيْـرَة..وهناك حكومات أيضاً تتقن فنّ الـ خـثْـوَرِيْـرَة وتتحول مع الزمن إلى تاريخ مليء بالكراكيب و الأشياء التي لا لزوم لها..! لذا نحن أنفسنا يصبح وجودنا في طريق الحضارة مجرد خـثْـوَرِيْـرَة تعيق التقدّم أو حتى التراجع للخلف ولو خطوة..!
لستُ ضد الكراكيب أو الـ خـثْـوَرِيْـرَة على رأي أمّي..حينما تكون في مكانها الصحيح..وحين لا تتحوّل الأشياء الجوهرية إلى خـثْـوَرِيْـرَة مليئة بالانبطاح والهزيمة..ولكنني ضدّ أن تتحوّل كراماتنا إلى خثوريرة..ضد أن يصبح لهاثنا في تفاصيل اليوم إلى خثوريرة..ضدّ أن تتحوّل أحلامنا التي نموت من أجلها كلّ يوم إلى خثوريرة غير قابلة للاستعمال..ضدّ أن تتحوّل الحريّة نفسها إلى كراكيب..!
ضدّ أن نمشي و نتدعثر في كلّ شيء ..والأهم ضدّ أن تتحوّل ضمائرنا إلى خثوريرة محبوسة في مخازن لا مفاتيح لها ..!