غزة هي الاستثناء
لا أشكك ، بل أحيي صمود الأهل والبندقية في غزة، رغم قسوة الهجمة وتآمر الإخوة وتجاهل الكثيرين من الحكام لما يجري ، لكأن غزة في كوكب آخر أو في بعد زمني آخر...... لكن هذا الصمود لا ينفي بل يؤكد ما اعتقده أن كثيرين أدمنوا على الهزائم.
هناك الكثير من أنواع الإدمان، هناك الإدمان على المخدرات ، أو الكحول أو النيكوتين أو حتى الإدمان على الشوكولاتة. وبما ان هناك ما يسمى بالإدمان ، فهناك ايضا ما يسمى بالمدمنين .
المدمنون إخوة في البحث عن مبررات واهية لتبرير سلوكياتهم التدميرية لذواتهم ، والكثير من القراء يعرفون الحجج التي يسردها المدخنون التي تمنعهم من ترك التدخين ، وبعضهم يعرف حجج المدمنين على الكحول، وقلة منهم قد يعرفون حجج المدمنين على المخدرات بأنواعها.
هناك اساليب متنوعة يعتمدها الأطباء والمرشدون النفسيون والاجتماعيون لمكافحة الإدمان، بعضها يعتمد على هدم الحجج والتبريرات التي يسردها هؤلاء، ويقوم بتفكيكها، ليضع المدمن عاريا، وبلا دفاعيات أمام حقيقة ادمانه.
وكما قلت فإن المدمنين اخوة في البحث عن المبررات الواهية ، فقد اكتشفت نوعا جديدا من الإدمان ، ...وهو إدمان جديد لكنه مؤثر وفاعل، محاولا أن يكون – هذا الإدمان – جينا متسيّدا، وليس مجرد مرض.
انه الإدمان على الهزائم ...نعم الهزائم ، لدرجة فرض الأرضية المناسبة للهزائم قبل دخول اي معركة ... والاستمتاع بها بخليط من السادية والمازوشية . أما الأعداء فهم مجرد سكرتاريا مدفوعة الأجر لمساعدتنا على ممارسة الانهزام.
والجميع يقدم التبريرات الواهية لأسباب هزيمته ، ويبعد ممارساته عن الأسباب الحقيقية ، أو يتهم نظام المؤامرة العالمي الذي يتآمر علينا حتى لا يتحكم الإسلام ولا الماركسية ولا الاشتراكية ولا القومية ولا الليبرالية ولا الطائفية ولا ولا لالالالا يا الخيزرانة .