حكاية « عوض» و» فوزية» الهبْلة

 انزعجت المطربة نجوى كرم من تفسير بعض الناس لاغنيتها «خليني شوفك بالليل» ، وخلال لقاء سابق معها اخبرتني انها لا يمكن ان تكون قد قصدت المعنى «الخارج» فهي «متربية منيح».
تذكرتُ ما قالته الفنانة كرم وانا اعيش «البيات الشتوي» حيث الليل يبدأ مبكرا وتحديدا الساعة الخامسة بعد «الظهر» ، ورأيت ابن حارتنا «عوض» وهو يتحدث بالموبايل ويتكئ على جناح سيارتي بعد ان طالت مكالمته. بقيت اراقب «عوض» من بعيد ، من «برندتنا» وتارة كنتُ اشفق عليه من برودة الطقس وتارة كنتُ احسده على «صموده» وتحمله من اجل حبيبته «فوزية الهبلة» التي كانت تركض وراءنا وهي صغيرة وترمي علينا الحجارة وتسب امهاتنا بألفاظ قاسية.
لم اكن قد تنبهت للزمن ، فقد شغلني المشهد ، ربما لكي يعوضني «عوض» ما لا اقدر على فعله الآن.
لم تكن الساعة اكثر من السادسة مساء حين جاءت الانثى «فوزية الهبلة» متدثرة بملابس الشتاء ووقفت امام «عوض» ولا «عاصي» في المسلسل التركي. وما هي لحظات حتى تحرك العاشقان نحو دكانة «ابو مرشد» ، وخرجت «فوزية» تحمل كيس «شيبس» وعلبة عصير «من النوع الرخيص».
ظلت عيناي تحلقان في الفضاء حتى اختفت «سترة» عوض ولفحة «فوزية» من امامي.
أخذتُ نفسا عميقا ، وجلست اجمع دهشتي وسط العتمة ، متمنيا «حالة عشق» مثل التي رأيتها. وعدتُ اسمع شريط صديقتي المطربة نجوى كرم وتحديدا اغنية «خليني شوفك بالليل» ، وللحظة ظننت انها مقدمة لهما. اعني «عوض» و»فوزية» ، وكانت اغنية رومانسية تماما مثل علاقة «عوض وفوزية الهبلة».