الكونفدرالية والنفق المظلم

بدأت تظهر صفحات المخططات الصهيونية، المليئة بالآمال المدرجة في منهجية الكيان المحتل ، فترويج الكونفدرالية في هذا الوقت بالذات ليس مجرد مصطلح وليد لحظته بل مقصود لذاته؛ لمن يقف وراءه. فالكيان المحتل يسير بخط مستقيم إلى الأمام واضعًا على جانبي المستقيم محطاتٍ للمراوغة تتضمن مقترحات وصفقات لا تهدف إلا لإطالة أمد الاستيطان؛ لابتلاع ما تبقى من جغرافية فلسطين العربية.
ومن هنا، فالنفق المظلم يسعى إليه الكيان المحتل وفق مخططاته المتمثلة بالكونفدرالية التي تجمع الأردن وفلسطين وفق منظوره، فكيف يكون هذا، والكيان المحتل القائم بالقوة المدججة بالسلاح لم يعترف بفلسطين كدولة ذات سيادة؟ ففي هذه المحطة بالذات ـ إنْ تحققتْ أحلامهُ ـ يقضي على آمال الشعب الفلسطيني الحر البطل التي سعى إليها منذ سبعين عامًا وهي معروفة للجميع .
فالكونفدرالية احدى مخططات العبث بمصير الشعب الفلسطيني الذي كافح كفاحًا لا مثيل له في العالم بل الأطول عالميًا من حيث الجرم المرتكب ضد الشعب الفلسطيني، وكذلك هو تحدّ للمملكة الأردنية الهاشمية، التي ما توانت يومًا عن دعم الشعب الفلسطيني الحر البطل منذ نكبته عام 1948. فلا أظن أن الشعب الفلسطيني الحر تمر عليه مخططات المحتل مهما كان حجم الضغوطات والدسائس. وإن حصل هذا العبث ـ لا سمح الله ـ وتحت أي ذريعة كانت، فيكون ثالث جريمة بحق فلسطين وشعبها، بعد جريمة نكبة 48 المشهودة ، وبعد جريمة الاستيطان المنفلت المسعور الذي لم يتوقف، فالتاريخ لا يرحم بالتنازل عن الحقوق، ولات حين مناص.