هل الاونروا بداية القضية ونهايتها
وهي وكالة الأمم المتحدة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيّين وتختصر الأونروا ومركزها في فيينا وعمّان وقد تأسست في 8 ديسمبر 1949 وبموجب قرار الجمعية العامة رقم 302 وباشرت اعمالها وبدأت عملياتها في اليوم الأول من أيار 1950، وتولت مهام هيئة الإغاثة التي تم تأسيسها من قبل وتسلّمت سجلات اللاجئين الفلسطينيين من اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
واونروا هي وكالة غوث وتنمية بشرية تعمل على تقديم الدعم والحماية وكسب التأييد لحوالي 4.7 مليون لاجئ فلسطيني مسجلين لديها في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة الى ان يتم إيجاد حل عادل لمعاناتهم وتقوم دول منظمة الأمم المتحدة بتسديد التزامات الوكالة كاملا تقريبا بشكل تبرعات طوعيّة وتجدد ولايتها كل ثلاث سنوات لغاية إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية .
وقدعرّفت الأونروا اللاجئ الفلسطيني بأنّه الشخص الذي كان يقيم في فلسطين خلال الفترة من أول حزيران 1946 حتى 15 أيار 1948 والذي فقد بيته ومورد رزقه نتيجة حرب 1948. وعليه فإن اللاجئين الفلسطينيين الذين يحق لهم تلقي المساعدات من الأونروا هم الذين ينطبق عليهم التعريف أعلاه إضافة إلى أبنائهم .
ومن هنا يتبيّن ان هذه الوكالة أنشأت لتعويض اللاجئين الفلسطينيين لتشريدهم في صقاع الدنيا ولتأمين سبل ديمومة الحياة لهم ولا يحق لأيِّ دولة ان تتبجّح بانها تمنُّ على الفلسطينيِّين والدول المضيفة لهم بما تدفعه تلك الدولة او غيرها لهذه الوكالة إذ يجب ان تخجل تلك الدول التي تتبجح باحترامها لحقوق الإنسان في أمان على ارضه وفي تأمين حريّة التعبير والعيش بحرية وكرامة ولم تستطع كبح جماح دولة معتدية على شعب وارض تعترف فيهم تاريخيا وجغرافيا كل دول العالم وأقامت تلك الدولة المارقة كيانا على ارض ذلك الشعب المسكين وبموافقة دول عُظمى في قوّتها هزيلة في اخلاقها مثل بريطانيا وفرنسا وامريكا وروسيا وبالرغم من تخاذل اطراف كثيرة مع ذلك الكيان إلاّ انه فرض نفسه وتمكّن من تمتين وضعه على تلك الأرض وضمن منطقة الشرق الأوسط من خلال القوّة العسكريّة والدعم الأمريكي الأعمى واستخدامه لكل اساليب الإحتيال والإغراء والتجسس وإختلاق الفتن والمؤامرات في البلدان العربيّة طريقا لما يُسمّى الفوضى الخلاّقة في تلك الدول مستغلين الفرقة العربيّة وإغتيال الكثير من رموز العرب والفلسطينيّين والعناصر المجاهدة حتّى أدّى ذلك للإنقسام الفلسطيني بين الضفّة الغربيّة وقطاع غزّة وكانه تكريس لتثبيت القطاع بمسمّى الدولة الفلسطينيّة وتدبير الضفّة الغربيّة لنهر الأردن والقاطنين فيها بحلِّ يُرضي مختلف الجهات ومع ذلك بقي اللاجئون الفلسطينيّون في الشتات وفي المخيّمات الفلسطينيّة المنتشرة في الأردن والضفّة والقطاع وسوريا ولبنان وفي اصقاع الدنيا المختلفة وقد اصبح عدد الفلسطينيين خلال السبعين سنة ما يقارب خمسة عشر مليونا تقوم الوكالة بالإعالة بشكل رمزي لأقل من خمسة ملايين فلسطيني إضافة لتأمين التعليم والرعاية الصحيّة لعدد كبير منهم حيث ما زالت كثير من الدول ملتزمة بدفع حصّتها او جزء منها للوكالة لتستطيع القيام بمهامها .
حيث تدفع الدول الداعمة لـ (الأونروا) حوالي 874 مليون دولار امريكي وتدفعها امريكا بحوالي 364 مليون والإتحاد الأوروبي 143 مليون والمانيا 76 مليون والسويد 63 مليون وبريطانيا61 مليون والسعودية 51 مليون واليابان 43 مليون وسويسرا 27 مليون والنرويج 26 مليون وهولندا 21 مليون دولار امريكي وهناك تبرعات إضافيّة من بعض الدول كلما عصفت بالوكالة ازمة ماليّة .
يًقدّر عدد اللاجئين الفلسطينيين الذى اقتُلعوا من منازلهم، خلال حرب 1948، بـ 720.000 نسمة، سكنت أغلبيتهم فى مخيمات للاجئين فى كل من الضفة الغربية، وقطاع غزة، والأردن، ولبنان، وسورية, وبحسب أرقام الأونروا يبلغ عددهم اليوم أكثر من خمسة ملايين ونصف المليون نسمة, وبحسب إجراء متبع ومتجذر فى الأونروا، يُعتبر جميع أحفاد اللاجئين لاجئين أيضا. وحتى حصولهم على جنسية دولة أُخرى مثل الأردن، لا يمس بوضعهم كلاجئين, والمغزى من هذه الفكرة هو أن عودة هؤلاء اللاجئين وأحفادهم إلى وطنهم، هى فقط التى تلغى وضعهم هذا. وفى المقابل، فإن مطالبة الفلسطينيين بـ«حق عودة» اللاجئين إلى وطنهم، هى خط أحمر بالنسبة إلى دولة إسرائيل, ويحظى هذا الموقف بدعم كبير من الأغلبية الساحقة من مواطنين إسرائيليين، ينتمون إلى جميع الأطياف السياسية، لأن عودة الفلسطينيين بأحجام كبيرة إلى حدود دولة إسرائيل تحمل دلالات بعيدة المدى تتعلق بطابع الدولة, لكن جميع محاولات دولة إسرائيل طوال هذه السنوات لتغيير هذا الإجراء المتبع، وإلغاء الأونروا كهيئة مستقلة، وتحويلها إلى منظمة أممية للاجئين، تهتم بسائر اللاجئين فى العالم، لم تنجح. ويعود هذا بصورة أساسية إلى موقف الدول العربية، ومفاده بأن أى تغيير من هذا النوع لن يسمح بإعطاء أحفاد اللاجئين الفلسطينيين وضع لاجئ، الأمر الذى سيضعف الموقف الفلسطينى فى المفاوضات.
ذكر الجهاز المركزى للإحصاء الفلسطينى، أن بيانات عام 2017 تشير إلى أن نسبة السكان اللاجئين بلغت 42.5% من مجمل السكان الفلسطينيين المقيمين فى دولة فلسطين، حيث أن 26.6% من السكان فى الضفة الغربية هم لاجئون، فى حين بلغت نسبة اللاجئين فى قطاع غزة 66.2%.
وأضاف الجهاز - فى تقريره بمناسبة اليوم العالمى للاجئين - أن أحداث نكبة فلسطين وما تلاها من عمليات التهجير شكلت مأساة كبرى للشعب الفلسطينى، حيث تم تدمير وطرد لشعب بكامله وإحلال جماعات وأفراد من شتى بقاع العالم مكانه، وتشريد ما يربو عن 800 ألف فلسطينى من قراهم ومدنهم من أصل 1.4 مليون فلسطينى كانوا يقيمون فى فلسطين التاريخية عام 1948 فى 1300 قرية ومدينة فلسطينية".
وأشار إلى صدور عدة تقديرات رسمية حول أعداد اللاجئين الفلسطينيين عشية حرب عام 1948 من مصادر مختلفة، إلا أن الأمم المتحدة لها تقديرين: الأول يشير إلى أن عدد اللاجئين الفلسطينيين بلغ نحو 726 ألف لاجئ وذلك بناء على تقديرات عام 1949، والثانى 957 ألف لاجئ بناءً على تقديرات عام 1950.
ومن أبرز ما جاء فى التقرير أن هناك 5.9 مليون لاجئ مسجل فى وكالة الغوث (الأونروا) والتى تشير سجلاتها إلى أن عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لديها بلغ نحو 5.9 مليون لاجئ وهذه الأرقام تمثل الحد الأدنى لعدد اللاجئين الفلسطينيين، وقد شكل اللاجئون الفلسطينيون المقيمون فى الضفة الغربية والمسجلون لدى وكالة الغوث فى عام 2017 ما نسبته 17.0% من إجمالى اللاجئين المسجلين لدى الوكالة مقابل 24.4% فى قطاع غزة.
أما على مستوى الدول العربية، فقد بلغت نسبة اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى وكالة الغوث فى الأردن 39.0% من إجمالى اللاجئين الفلسطينيين فى حين بلغت النسبة فى لبنان 9.1% وفى سوريا 10.5%.
وعن أوضاع اللاجئين الفلسطينيين فى فلسطين، فيمتاز اللاجئون الفلسطينيون بأنهم مجتمع فتى، حيث بلغت نسبة الأفراد الذين تقل أعمارهم عن 15 عاما 39.9% من إجمالى السكان فى فلسطين أى بنسبة 39.3% من إجمالى اللاجئين، بينما بلغت النسبة لغير اللاجئين 38.6% من إجمالى غير اللاجئين، وبلغت نسبة كبار السن (60 عاما فأكثر) اللاجئين 4.9% من إجمالى اللاجئين فى حين بلغت لغير اللاجئين 5.0% من إجمالى غير اللاجئين.
وقال الجهاز "إن اللاجئات الفلسطينيات المقيمات فى دولة فلسطين أكثر خصوبة، حيث بلغ متوسط عدد الأبناء الذين سبق إنجابهم للنساء اللواتى سبق لهن الزواج فى فلسطين 4.4 مولود، فى حين بلغ هذا المتوسط حسب حالة اللجوء 4.5 للنساء اللاجئات مقابل 4.3 مولود للنساء غير اللاجئات".
وأوضح أنه بالاستناد إلى بيانات التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت عام 2017، فإن 6.8% من اللاجئين الفلسطينيين يعانون من إعاقة أو صعوبة مقارنة بـ5.1% بين غير اللاجئين، وحول أنواع الإعاقات بين اللاجئين وغير اللاجئين، تبين أن نسبة الأفراد الذين يعانون من إعاقة/ صعوبة فى النظر ترتفع بين اللاجئين مقارنة بغير اللاجئين إذ بلغت 3.1% و2.3% على التوالي، فى حين بلغت نسبة الأفراد الذين يعانون من إعاقة/ صعوبة فى الحركة بين اللاجئين 3.5% مقابل 2.5% بين غير اللاجئين.
وأشار الجهاز - وفقا للتقرير- إلى أن حوالى 39% من الأفراد اللاجئين فقراء، حيث بلغت نسبة الفقر بين اللاجئين 38.5% وفقا لأنماط الاستهلاك الشهرى، بينما بلغت هذه النسبة للأفراد غير اللاجئين 22.3%..أما الفقراء وفقا لخط الفقر المدقع فقد بلغت نسبة الأفراد اللاجئين الذين عانوا من الفقر المدقع 23.0% بينما بلغت نسبة الأفراد غير اللاجئين الذين عانوا الفقر المدقع 12.2%.
وعن انخفاض معدلات المشاركة فى القوى العاملة فى فلسطين، أظهرت نتائج مسح القوى العاملة لعام 2017 بأن نسبة المشاركة فى القوى العاملة بلغت 45.3% بواقع 45.2% بين اللاجئين الذين تتراوح أعمارهم (15 عاما فأكثر) المقيمين فى فلسطين مقابل 45.3% لدى غير اللاجئين، وعن معدلات البطالة بين اللاجئين..تشير البيانات إلى ارتفاع هذه المعدلات ووجود فرقاً واضحاً فى معدلات البطالة بين اللاجئين وغير اللاجئين، إذ وصل معدل البطالة بين اللاجئين إلى 34.7% مقابل 22.8% بين غير اللاجئين.
وأشار الجهاز إلى أن ثلث اللاجئين يعملون كمتخصصين وفنيين، حيث أنه خلال عام 2017 تعد مهن (الفنيون والمتخصصون والمساعدون والكتبة) هى المهن الأكثر استيعابا للاجئين حيث بلغت نسبة العاملين فيها من بين اللاجئين العاملين 32.8% مقابل 22.4% بين العاملين غير اللاجئين، كما شكلت مهن (المشرعين وموظفى إدارة العليا) النسبة الأدنى لكل من اللاجئين وغير اللاجئين على حد سواء بنسبة 2.9% بين اللاجئين العاملين مقابل 4.3% لغير اللاجئين العاملين.
وأشارت النتائج إلى أن نسبة العاملين الذين يعملون فى الضفة الغربية من بين الأفراد المشاركين فى القوى العاملة (15 عاما فأكثر) لذات الفترة بلغت 57.6% بتفاوت واضح حسب حالة اللجوء، إذ بلغت نسبة العاملين من اللاجئين 40.3% فى حين بلغت لغير اللاجئين 67.9%، فى المقابل بلغت نسبة العاملين فى قطاع غزة للاجئين حوالى 52.3% مقابل 15.8% لغير اللاجئين، وبلغت نسبة العاملين فى إسرائيل والمستعمرات 13.0% فبلغت للاجئين 7.4% مقابل 16.3% لغير اللاجئين.
وعن ارتفاع نسبة التحصيل العلمى بين اللاجئين، فقد بلغت نسبة الأمية بين اللاجئين الفلسطينيين (15 عاما فأكثر) 3.0% فى حين بلغت لغير اللاجئين 3.6%، كما ارتفعت نسبة اللاجئين الفلسطينيين (15 عاما فأكثر) الحاصلين على درجة البكالوريوس فأعلى فبلغت 18.1% من مجمل اللاجئين (15 عاما فأكثر) فى حين بلغت لغير اللاجئين 16.6%.
ويتبين من تلك الأرقام الإحصائيّة صعوبة عيش اللاجئين الفلسطينيّين في اماكن إقامتها ومن المفارقات التي تواكب الحرب الشعواء التي تشنها إسرائيل والرئيس الأمريكي ترامب على وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيّين بقصد إلغائها وإلغاء حق العودة للشعب الفلسطيني الذي اقرّته الأمم المتحدة ويقصد ترامب وزبانيته إسدال الغطاء على القضيّة الفلسطينيّة وإضاعة حقوق اللاجئين الفلسطينيّين وابناؤهم واحفادهم بعد كل التنازلات العربية والتي ما كانت لتكون لولا الهوان العربي والذل الذي يعيش فيه العرب حكّاما ومحكومين والخنوع الذي يبدوه حتى الآن وأضاع الأرض والمقدّسات وتعلّقنا بالأحبال الصهيونية والأمريكية وبالدولار والجنس واللهو والفساد وكما كان مؤتمر بال عام 1897 بداية المؤامرة الصهيونية للإستيلاء على فلسطين قد يكون إتفاق أوسلو عام 1993 هو البداية الفعلية الحقيقية لتطبيق مخطط الأحلام الصهيونية وحان الآن موعد لإلغاء القضية وتداعياتها واحد تلك التداعيات هي الأونروا UNRWA لتنتهي NONRWA أي لا لزوم لإغاثة وتشغيل ما كان يسمى لاجئين فلسطينيّين.
كما أن قرار الرئيس ترامب تجميد المساعدة المخصصة للأونروا دون أى استعداد لتقديم الخدمات التى يحتاج إليها اللاجئون، كما يجرى فى قطاع غزة مثلا، لا يساهم فى الاستقرار والاعتدال فى المنطقة, وفى مقابل ذلك من المحتمل جدا، كما حدث أكثر من مرة فى الماضى، أن تضطر دولة إسرائيل إلى دفع الحساب, وقرار عدواني اخر إتخذه ترامب وهووقف تحويل عشرين مليون دولار لمستشفيات في القدس بعد ان وافق الكونجريس على تمريرها ,وهذا القرار يُهدد استمرار عمل قسمٍ من المستشفيات، التي تُعاني أصلاً من ضائقةٍ ماليّةٍ، ويستهدف على نحوٍ خاصٍّ، مشفيي "أوغوستا فيكتوريا”، وهو مشفى كنسي عريق يقع بالقرب من جبل المشارف، والثاني هو "سانت جون”، الذي يُعتبَر من أهّم المُستشفيات المُتخصّصّة في علاج أمراض الأعين في القدس المُحتلّة والضفّة الغربيّة المُحتلّة وأيضًا قطاع غزّة.
اللهم كن مع الشعب الفلسطيني وخصوصا اللاجئين منهم ولا تكلهم لغيرك فانت الرؤوف الرحيم والعالم بامورهم يا عزيز يا جبّار .