أمريكا عظيمة بجرائمها في عهد ترامب

السيد الرئيس دونالد ترمب
عندما كنتَ في حملتك الإنتاخبية للفوز برئاسة اعظم دولة في العالم بلا منازع ضد مرشّحة الحزب الديموقراطي هيلاري كلينتون وقد كنتُ وغيري كثيرون من العرب ميّالون لفوز هيلاري لعدّة اسباب اهمها ان امريكا تقف بتحيُّز ظالم مع إسرائيل ضد الفلسطينيون والعرب بشكل عام وكنا نرغب ان تأتي سيدة لتحكم امريكا لأول مرّة في التاريخ علّ نهج وسياسة الإدارة الأمريكيّة تخفُّ حدّته تجاه العرب والقضية الفلسطينيّة مع انّ سياسة سلفك الرئيس باراك أوباما ولّد عندنا إحباطا من السياسة الأمريكية سواء إمتطى صهوة البيت الأبيض ديموقراطي او جمهوري وسواء كان ذا بشرة بيضاء ام سمراء وبقي ان تأتي إمرأة لنرى سياستها .
وقد يكون السبب الثاني لدعمنا لهيلاري انّ لهجتها كانت اكثر مجاملة وتهذيبا من خطابك انت ولذلك كنّا نشعر انها اكثر مصداقية منك خاصّة اننا كنّا نشكُّ في مصداقيّة وعودك سواء معاداتك للمرأة او نقل السفارة او إعتماد القدس الموحّدة عاصمة لإسرائيل او نظام اوباما كير او السور بين امريكا والمكسيك اوتشديد الهجرة من دول معيّنة الى امريكا وغير ذلك من وعود مما اعتقدنا انها وعود انتخابية ليس إلاّ وعندما فزت بفارق بسيط قلنا الله يستر ممّا هو قادم .
سيدي الرئيس
عندما ابتدأت عامك الأول في البيت الأبيض ابتدأنا نشعر انك تنوي تحقيق وعودك الإنتخابية فسارعت الى إلغاء التأمين الصحي ( اوباما كير) وثمّ بدأت بالتخطيط لبناء جدار العزل بينك وبين المكسيك وتوالت خطواتك العدوانيّة فالغيت توقيع اوباما على إتفاقية باريس للتغيُّر المناخي غير آبه بمخاطر عدم تقيُّد امريكا بها على البشر وابتدأت تُلمِّح عن عدم رضاك على الإتفاق النووي الذي وقعته امريكا وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين والمانيا وإيران لإغلاق هذا الملف وبمباركة الأمم المتحدة وهيئة الطاقة الذريّة واستمرّت قراراتك الدراميّة حتّى حضرت وعائلتك الى منطقة الشرق الأوسط في رحلة جباية حصلت فيها على مئات المليارات من الدولارات وزرت فلسطين التاريخيّة لتعطي الإطمئنان للصهاينة بعزمك الإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة من تل ابيب الى القدس وبررت ذلك ان هذا القرار مُتخذ منذ عام 1995 وكان اسلافك الرؤساء الأمريكان يقومون بتأجيله وترحيله عاما تلو العام وهكذا الغيت أيُّ احتمال لحل الدولتين الذي وافق عليه العالم ما عدا إسرائيل وحطّمت أي أمل للفلسطينيّين وسلبت حلم الطفل الفلسطيني بان يعيش كأيِّ طفل أمريكي وفي نفس الوقت أشعلت نارا ستأكل مزيدا من الفلسطينيّين والإسرائيليّين وأجّجت العنف والإرهاب اللذان سيقتلان المزيد من البشر ومنهم الأمريكان على إتساع رقعة العالم .
سيِّدي الرئيس
وحيث ان العنف معشعش في عقل رجل تجاري حيث أنّ الربح والخسارة هما ديدنه ولا يفكِّر سوى بما يكسبه وما يدخله على الميزانية الأمريكيّة فأخذ باللعب على حبال اخرى فكانت الحرب الطويلة في سوريا وفي اوكرانيا كما كان استمرار الوضع السيئ في العراق وكانت حرب اليمن وكانت الدولة الإسلاميّة المسمّاة داعش وكانت الجبهة السوريّة الديموقراطيّة وجميعها كانت تستهلك اسلحة امريكيّة بمليارات الدولارات وثمّ شبه الجزيرة الكوريّة التي لم يتبين خيرها وشرُّها .
وبدأت سيدي الرئيس اللعب بالنار وكأنك تُقلِّد الكاوبوي الأمريكي الذي طالما رأيناه في الأفلام الأمريكيّة عندما صمّمت وقرّرت زيادة رسوم الجمارك على الحديد الصلب فكأنك وحّدت ثورة صينيّة اوروبيّة روسيّة عليك واخيرا تمرُّد تركي بعد ان عبثت باستقرار عِملتهم وتطوُّر إقتصادهم وبدأت بفرض عقوبات على إيران وروسيا وتركيّا وغيرها أيْ بمعنى صريح قد إستعديت العالم على أمريكا بقراراتك الهوجاء بالرغم من شعورك انك تعمل لصالح المواطن الأمريكي من خلال توفيرك الأموال للخزينة وتخفيض نسبة البطالة بين الشباب الأمريكي وقد تكون عززت السياحة الداخلية والخارجية الأمريكيّة ولكنّك ولّدت كراهية العالم لكل ما هو امريكي من بشر ومنتجات بل وكثير من الشباب الأمريكان ما زالوا بدون عمل وان مصالح إقتصاديّة امريكيّة ما زالت معطّلة وكأنّنا نشهد الان إنخفاضا لقيمة الدولار الأمريكي أو سنشهد ذلك قريبا .
ويقول خبير أممي بالرغم من أن السياسات الأمريكية المتبعة منذ الحرب التي أعلنها الرئيس ليندون جونسون على الفقر في الستينات كانت "تتسم بالتقصير في أفضل الأحوال", فإنّ السياسات التي تم انتهاجها في عهدك استهدفت عن عمد إلغاء وسائل الحماية الأساسية للأكثر فقرا ومعاقبة العاطلين وجعل حتى الرعاية الصحية الأساسية امتيازا يتم اكتسابه بدلا من أن تكون أحد حقوق المواطنة", وقال إن ما يصل إلى 41 مليون شخص يشكلون نحو 12.7 بالمئة يعيشون في فقر فيما يعيش 18.5 مليون في فقر مدقع ويشكل الأطفال واحدا من كل ثلاثة فقراء, وأضاف أن الولايات المتحدة لديها أعلى معدل لفقر الشباب بين الدول الصناعية.
سيِّدي رئيس اعظم دولة حتّى الآن
لقد نسيت او تناسيت في ظلِّ غرورك وجرأتك ماضيك وتاريخك البعيد الذي اختلط فيه الجنس والمال والعقار والذهب والتمثيل بتاريخك الحديث وانت كباقي زعماء العالم يأتون لتحقيق هدف او اهداف معيّنة يكون قد وضَعَها صانعوا السياسة في العالم والذين يتزعمون الجمعيّات السريّة التي تحكم العالم وفي اليوم الذي اختاروك فيه لتفوز على مدام كلينتون كان مايكل وولف يُحيك لك كفنا بعنوان نار وغضب وكانت هناك اهداف عليك تحقيقها في عالم المال والسياسة وقد ربطوا ثباتك بقضيّة تدخُّل المخابرات الروسيّة بإنتخابات الرئاسة الأمريكيّة وبقصص جنسيّة وبفساد مالي لتبقى تلك التهم والشبهات كالسيف المسلّط عليك وبالرغم من عنادك يظهر انه قد تم تشغيل ادوات لتثبيت التهم عليك من نساء ومال ومحامين لتخرج بفضيحة شبيهة بفضيحة ووترغيت التي اطاحت بالرئيس ريتشارد نيكسون عام 1974 بدواعي قصّة التصنُّت والتجسُّس عام 1972, ومع الإرتباك الذي بدى واضحا في آخر احاديثك والتغييرات في العامِلين بالبيت الأبيض لكنك ما زلت بقوّتك وجبروتك وما زلت تهدِّد بفرض عقوبات هنا وهناك .
قد تكون عملت لأبناء بلدك وشباب بلدك الكثير وجلبت لها الكثير من الأموال بالذكاء ام بالدهاء ام بالبلطجة وبمبالغ كبيرة تعادل اضعاف ما جادت به امريكا خلال عدة سنوات , ولكنك خربت بيوت شعوب كثيرة لذلك عربُ وآسيويّون واوروبيّون وغيرهم كثيرون يكرهونك وقليلون جدّا يُحبِّونك وبعضهم لهم مصالح اونظرة بانك المخلِّص والعرب ينطلقون من الوضع العربي الخائب حكّاما ومحكومين وملأ قلوب العرب الإحباط واليأس وليس لهم امل سوى الله عزّ وجل .
قد يعتقد كثيرين انك بذكائك سيِّدي الرئيس إستطعت جمع مئات المليارات من الدولارات ولكن عندما ينتهي دورك ويأتي دور الحساب سيعرف الشعب الأمريكي من كان يقف معك وساندك في جمع تلك الدولارات وسيحاسبك على الهدايا التي قُدِّمت لك ولأفراد عائلتك وانت على رأس عملك مهما كانت قيمتها وسيحاسبوك على التأثيرات السلبيّة على علاقة امريكا بدول العالم وعلى إنخفاض قيمة الدولار الأمريكي وحتى على قيادتها الإنفراديّة للعالم .
الهمك الله الرشد سيِّدي الرئيس وإذا كنت تعتبر البشر في العالم غنَما تستطيع تطويعها بين يديك فتأكد انه قد يظهر بينها تيسا يستطيع مناطحتك لن تستطيع التغلُّب عليه والله أعلم .
اللهم إحفظ بلدنا من شرور الحاقدين واطماع الإسرائيليّين وعبث الفاسدين واحمه يا الله ارضا وشعبا وقيادة ونوِّر درب مسؤوليه .