ما الذي يحدث بالاردن؟ ولماذا انتحر الاربعيني بهذه الطريقة!

لا يكاد يمر يوم بدون جريمة قتل أو انتحار أو تهديد بالانتحار .
مشاهد يومية تتناقلها وسائل التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر واليوتيوب تجعل من المرء يشعر بالقلق والحيرة من القادم الذي يبدو أكثر سواداوية في ظل تزايد أعداد الجرائم وحالات الانتحار العديدة التي شهدتها البلاد بالاوانة الأخيرة والتي لا تريد أن تتوقف .

بالمقابل لا نرى اي اهتمام رسمي من الحكومات المتعاقبة خلال العشر سنوات الماضية بهذه الحوادث رغم أنها أصبحت ظاهرة مقلقة للغاية وتحتاج لحلول سريعة للحد منها .

اليوم تفاجئت كما تفاجىء الجميع بجريمة الانتحار للشاب الاربعيني الذي قيل عنه أنه جاء من فلسطين لينتحر في محافظة المفرق الأردنية وهو يضع وصيته أمام الكاميرا ويطلق النار على رأسه بشكل غير متوقع ويدعو إلى الاستغراب والتعجب من جراء هذا العمل الجنوني.

هل اصبحت الاردن يا ترى مهوى افئدة المنتحرين والمكان المفضل لهم ؟ فقد قيل إن هذا الشاب جاء من فلسطين قبل يومين من تنفيذ هذه العملية المروعة .

عند مشاهدة فيديو الانتحار تجد أنه قام بتوجيه المسدس الى رأسه بشكل فجائي وهو يوصي أحدهم على أولاده ويتحسب على شخص معين ذكر اسمه مرتين على ما يبدو ،.. فهل خطرت فكرة الانتحار على عقله فجأة وهو يلهو بين أصدقائه كما ظهر بالفيديو فقام على الفور بتنفيذها وأطلق الرصاص على رأسه ؟

اسئلة عديدة تدور في ذهن الإنسان وهو يرى مثل هذه الجريمة ويحاول جاهدا الإجابة عليها خوفا على المجتمع الذي يعيش فيه ومستويات الأمان والاستقرار الذي يتمتع به.

اعتقد ان الضحية مر بفترة عصيبة قبل الانتحار وقد يكون فر من فلسطين خوفا من شيء ما ، أو خوفا من السجن اذا بقي فيها ، فأراد التخلص من هذا الكابوس بهذه الطريقة المؤلمة وهذا هو السيناريو الوحيد المتوفر لتبرير عملية الانتحار .

اصبحت الحياة صعبة للغاية ولا رحمه فيها في ظل تزايد الضرائب غير المسبوق على المواطنين من ذوي الدخل المحدود ، وارتفاع معدلات البطالة والفقر وغلاء الاسعار ، فالشيء الذي كان ثمنه نصف دينار أصبح عشرة دنانير بدون ارتفاع يساوي ذلك بالرواتب مع اخذنا لخطورة القروض البنكية والتي من الممكن أن تدفع صاحبها للانتحار أن كان هذا خياره الوحيد للخلاص من الملاحقة القانونية والفضائح المالية.