تعزيز ثقافة الحوار والاتصال دعوة ملكية
في ظل التحديات الراهنة التي يواجهها الأردن من تحولات قاسية في المشهد الاقتصادي، تتداخل فيها حسابات المصالح الدولية وطموحات النفوذ والهيمنة الإقليمية، آن الأوان لمواجهة عوامل ومحركات الاضطراب وإطفائها من خلال تعزيز شأن "ثقافة الحوار والاتصال" والانتقال في ذلك إلى الممارسة على الطاولة لا سيما وأن الحوار والاتصال المباشر حاجة إنسانية رئيسة للاندماج في الجماعة والشعور بالمسؤولية تجاه القضايا والتحديات المشتركة في آن.
الحوار والاتصال منهج من مناهج الوعي بالذات والمجتمع ووسيلة من وسائل التلاقي وتعزيز الروابط، وهي بمثابة المعبر الوحيد لتحقيق التوازنات وتحصين الفكر وبث شرايين الحياة داخل المجتمعات الإنسانية وأساس بناء المستقبل وتحقيق النهضة والقوة والعزيمة، وهي مسؤولية قادة الرأي والسياسة والمفكرين ورجال الأعمال والمربين والمثقفين.
جلالة الملك عبد الله الثاني، خلال لقائه الكتاب الصحفيين والإعلاميين أشار إلى أن مشكلة الإعلام تتمثل في كيفية التواصل مع المواطنين وهذا جزء من المشكلة التي أثرت على الوضع الاقتصادي في المملكة وشدد جلالته على ضرورة تعزيز منظمة الإعلام المهني وإبراز التحديات التي تواجه الأردن وإيصال الرسالة الإعلامية بشكل واضح وموضوعي للمواطنين في كافة القضايا المحلية والإقليمية العالقة، باعتبارها رسالة مهمة للشعب ودورها أساسي في العمل لمصلحة الأردن.
في سياق واقع الحال نحن اليوم بحاجة أكثر من أي يوم مضى إلى التخلي عن الأسلوب الكلاسيكي في التواصل كما أشار جلالته، والتركيز على المبادئ والقيم والاتجاهات التي ترسخ قيم المواطنة، وردم فجوات الانعزال والغياب من قبل الإدارات في مؤسسات الدولة عن الميدان، واحترام الآخرين وأفكارهم وتجنب منهج التحدي ونبذ التعصب وفرض الرأي المخالف!.