زمن الحصار

آه يازمن الحصار العقيم
جدرانك العالية تُكتنفني ..
تَكادُ تُطبق على صدري
كُلما أقتربَ المساء
تَشتد ظُلمة السماء
بين كتل الغيوم
تمَرُ مواكب الراحلين
قَوافل تَتلوها قوافل
تلوح لي بِاكف الوداع
سَفرٌ طَويل
فراقٌ أبدي
أيا أقدام الوداع
تَمهلي لنَطبع قُبلة على وَجناتِ البحر
لنلوح للنجوم بقرب اللقاء
ماعاد القلب يَشكو
ماعادت الروح تَتَسكع في طُرقاتِ الخيبة
تلكَ الزنبقة الثرية المعطاءة
تَناثرت وريقاتها في زوايا الفقد
جَفت أغصانها
تَطايرت هَباء
يَقتربُ الليل على الإنتهاء
ثقلت الأجفان
أمسحُ بَقايا دَمع ..
وأنين مُتقطع يَكاد يَفضح وقار الروح
لاح لي الفجر
شَق وجه السماء
تَبسمت عيون الشمس
ليوم ٍجَديد
لرقمٍ جَديد
هكذا تُطوى الأيام
في زنزانةِ العمر