نقابة المعلمين او حزب سياسي !

جراءة نيوز - عصام قضماني


ﺗﻘﺪﻡ ﻧﻘﺎﺑﺔ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ ﺍﻷﺭﺩﻧﻴﻴﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻛﺤﺰﺏ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻧﻘﺎﺑﺔ ﻣﻬﻨﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺑﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ .. ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻟﻪ ﺑﻴﺎﻧﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻼﺣﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺨﻠﻮ ﻣﻦ ﺩﻳﺒﺎﺟﺎﺕ ﺗﺴﺘﺪﻋﻲ ﻧﻈﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺆﺍﻣﺮﺓ ﻭﺗﺴﻠﺐ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﻋﺪﺍﻫﺎ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻦ ﺍﻟﻮﻃﻦ .
ﻭﻫﺎ ﻫﻮ ﺫﺍ ﻧﻘﻴﺐ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ ﺍﻷﺭﺩﻧﻴﻴﻦ ﻳﺪﻋﻮ ﻓﻲ ﺑﻴﺎﻥ ﺻﺤﻔﻲ ﺍﻟﻰ ﺗﺤﺸﻴﺪ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻟﻠﻮﻗﻮﻑ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﻘﺎﺑﺔ ﺿﺪ ‏« ﻣﺨﻄﻄﺎﺕ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺍﺳﺘﻬﺪﺍﻑ ﺃﻣﻦ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭﻩ ‏» ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻖ ﺇﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺑﺸﻌﺮﺓ ﻫﻲ ﺑﺼﻤﺔ ﺩﻭﺍﻡ ﻭﺩﻭﻧﻬﺎ ﺍﻟﻜﺎﺭﺛﺔ .!
ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻨﻘﺎﺑﺔ ﻣﻌﺮﻛﺘﻬﺎ ﺿﺪ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻣﺼﻴﺮﻳﺔ ﻭﻗﺪ ﻇﻨﻨﺖ ﻟﻠﺤﻈﺔ ﺃﻥ ﻫﺪﻑ ﺍﻟﺘﺤﺸﻴﺪ ﺍﻟﺒﻼﻏﻲ ﻏﺰﺍﺓ ﻣﺤﺘﻤﻠﻴﻦ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺍﺳﺘﺒﺎﺣﺔ ﺍﻷﺭﺩﻥ ﻓﻤﺸﺮﻭﻉ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺷﻴﻄﺎﻧﻲ ﻳﺴﺘﻬﺪﻑ ﺃﻣﻦ ﺍﻟﻮﻃﻦ، ﻭﻳﺤﺎﻭﻝ ﺗﻘﻮﻳﺾ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻷﺭﺩﻧﻴﺔ، ﻭﻫﻮ ﻣﺆﺍﻣﺮﺓ ﻟﻦ ﺗﺴﻤﺢ ﺍﻟﻨﻘﺎﺑﺔ ﺑﻪ ﻷﻧﻪ ﻣﺆﺍﻣﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻭﻃﻨﻨﺎ ﻭﻗﻴﺎﺩﺗﻪ ﻭﺷﻌﺒﻪ ، ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ ﻫﻢ ﺟﻴﺶ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺑﻨﺎﺓ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﻭﺍﻷﻭﻃﺎﻥ .
ﻗﺮﺃﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻭﺍﺳﺘﻐﺮﺑﺖ ﻓﻘﺪ ﻛﻨﺖ ﺃﺗﻮﻗﻊ ﺃﻥ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﻨﻘﺎﺑﺔ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬﺎ ﺗﻌﺘﺮﻑ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺘﺮﺍﺟﻊ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻫﻲ ﻭﺗﺴﻴﻴﺴﻬﺎ ﺳﺒﺒﺎ ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺑﻪ ﻭﺗﺬﻛﺮﺕ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﺆﻟﻤﺔ ﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﻠﺼﺖ ﺍﻟﻰ ﺃﻥ 324 ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ ﻟﻢ ﻳﻨﺠﺢ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﺣﺪ، ﻭﺃﻥ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻭﺻﻠﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﻣﺎ ﺯﺍﻟﻮﺍ ﻻ ﻳﺠﻴﺪﻭﻥ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ .
ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﺸﻞ ﺍﻟﺬﺭﻳﻊ ﻟﻤﻬﻨﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﺘﺼﺪﻯ ﻟﻪ ﻧﻘﺎﺑﺔ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺑﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻬﻨﻴﺔ ﻫﺪﻓﻬﺎ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻭﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺽ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻧﻘﺎﺑﺔ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ ﻫﻲ ﺍﻷﺳﺒﻖ ﻟﻼﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺎﻟﺘﻘﺼﻴﺮ ﻭﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺗﺪﺍﺭﻙ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﻤﺆﻟﻤﺔ .
ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺗﻘﺮﺭ ﺍﻟﻨﻘﺎﺑﺔ ﺍﻹﺿﺮﺍﺏ ﻭﺗﺪﻋﻮ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻟﻺﺣﺘﻜﺎﻡ ﺍﻟﻰ ﻣﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ .!!
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺤﺘﺞ ﺍﻟﻨﻘﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻮﺳﺒﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺋﻤﺎ ﻟﻠﺪﻭﺍﻡ ﻭﺇﺛﺒﺎﺗﻪ، ﻭﻫﻮ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺴﺠﻞ ﺍﻟﻮﺭﻗﻲ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﻗﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ،
ﺃﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻻ ﺃﺭﻯ ﺳﺒﺒﺎ ﺳﻮﻯ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻔﺮﻏﻴﻦ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻟﻤﻬﻨﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻔﺴﺮﻩ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻨﻘﻴﺐ ﺑﺈﻋﺘﺮﺍﺿﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺼﻤﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻘﺮﺭ ﺣﺒﺲ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻰ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺇﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺤﺼﺺ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻬﺎ .!!
ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺑﻨﻘﺎﺑﺔ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﻨﺂﻯ ﻋﻦ ﺍﻷﻏﺮﺍﺽ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺗﺆﺷﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻌﻨﻲ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻵﻻﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﻓﻲ ﺷﻲﺀ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻓﻲ ﺗﺮﺍﺟﻊ .
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻋﻨﺪ ﺷـﺮﻑ ﺍﻟﻤﻬﻨﺔ ﻭﻳﻔﺘﺮﺽ ﺑﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﻮﻗﻔﻮﺍ ﻧﻘﺎﺑﺘﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺰﺍﻭﺩﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﺎﻟﻤﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻻ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﻰ ﻓﻮﺿﻰ ﻟﺘﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ﻭﻻ ﺍﻟﻰ ﺇﺑﺘﺰﺍﺯ ﻭﻣﻨﺎﻛﻔﺔ ﻭﻳﻔﺘﺮﺽ ﺑﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﺣﺮﺹ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ .
ﻟﻴﺲ ﻣﻄﻠﻮﺑﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﺤﺘﺮﻕ ﻟﻴﻀﻲﺀ ﻓﻴﻜﻔﻲ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻬﻨﻴﺎ ﺣﺮﻳﺼﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺑﺄﻣﺎﻧﺔ ﺍﻟﻤﻬﻨﺔ ﻓﻲ ﻣﺪﺭﺳﺘﻪ ﻟﻜﻦ ﺃﻳﻀﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺣﻘﻪ ﺃﻥ ﻳﺤﺮﻕ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ .