الكذب خُلُق دميم
مما لا شك فيه أن الكذب صفة مذمومة في المجتمع و خلق دميم نهى عنه ديننا الحنيف فهذه الصفة لو انتشرت في المجتمع فسوف تعرضه إلى الكثير من المشاكل الاجتماعية و التسافل الأخلاقي فما هو حال عندما المجتمع عندما يفقد أفراده المصداقية و تنعدم بينهم قيمها الإنسانية ؟ يقيناً سيكون وقتها كالغابة التي لا أمان فيها بسبب غياب الصدق و سيادة الكذب و أساليب المكر و الخداع نتيجة متوقعة ولا نستغرب منها ، فالكذب يعني قول الزور ، قول خلاف الواقع مما يثير الشك و الريبة في نفس المقابل فيكون في حيرة من أمره هل يقتنع بكلام المتحدث أو أن لا يأخذ به فيكذبه وهذا ما يزعزع الثقة و المصداقية و مما يفسد أخلاق الفرد و قد يدخله في متاهات لم تكن بالحسبان بسبب عدم مصداقيته مع الآخرين ، و للكذب عدة ألوان تختلف حسب طبيعة الحدث الذي يتناوله الشخص الكاذب فبالإضافة إلى أسلفناه من نوع من أنواع الكذب نجد اللون الأبرز وهو ما يدفع الإنسان إلى حطام الدنيا و دنانيرها السوداء فنجد الكثير ممَنْ ينتحل عناوين وهميه لا ووجود لها على ارض الواقع فيسلب حقوق الآخرين وهذا ما نسميه بالنصاب ، أو نجد إنسان يمتهن الكذب بغية إبعاد الناس عن الحقيقة عندما ينتحل صفة ذات مكانة مرموقة في المجتمع و كذلك لها تأثير كبير عليه مثل عنوان النبي أو القائد المصلح أو الخليفة التقي أو الإمام الصالح فمثلاً مسيلمة الكذاب و إدعائه النبوة و التاريخ حافل بشخصيات كارتونية من أمثال مسيلمة و غيره من الكذابين ، و نطرح سؤالاً هنا ماذا يحدث لو شاع الكذب في المجتمع ؟ هل سيكون حينها بخير و صلاح أم أنه سيكون في حالة من الفوضى و انتشار ظاهرة الفساد و الإفساد الاجتماعي و الأخلاقي ؟ فعندما تذهب الثقة أدراج الرياح و تسود مظاهر الكذب و الخداع حينها يمكننا القول بضياع هذا المجتمع و عليه لنقرأ السلام بسبب ما يحصل فيه من فوضى و أزمات شتى تجعله يقف على حافة الانهيار ، ففي كل زمان و مكان يسعى المفكرون و دعاة الإصلاح الحقيقيون إلى إنقاذ الأمة من أزمات الكذب ويحذرونها من عواقبه الوخيمة وما سيؤول إليه حال المجتمع عند هيمنة تلك الصفة الدميمة فقال أحدهم :( إن تفشي هذا المرض الخطير و العادة السيئة في المجتمع تؤدي إلى هدم المجتمع أخلاقياً و فكرياً و اقتصادياً و غيرها ، حيث تضعف ثقة الناس بعضهم ببعض ، و تشييع بينهم أحاسيس الإنكار ، و الخوف من الآخرين لانعدام الثقة ، و حيث يبعث لتضييع الجهد و الوقت الثمينين لتميز الواقع و الصدق عن الزيف و الكذب فتشيع الفوضى و الفساد في المجتمع ) وهذه الكلمات حقيقة نجدها من الطرق الناجعة في وقتنا الحاضر خاصة مع ما يواجهه المجتمع من انحطاط في الأخلاق و رداءة طرق التعامل بين الناس بسبب ما يتعرضون له من تأثير و تضليل مزوق للأحداث و تضليل إعلامي فاسد يقف خلفه عبيد الدينار و الدرهم ومن مختلف العناوين في المجتمع و كل حسب سياسته الفاسدة ، لذلك قنا و نقول الكذب صفة دميمة علينا تجنبها و الابتعاد عن مخاطرها .