اين انتم يا مجلس النواب عن مصير مرضى السرطان ؟

سوف أجيب نيابة عن مرضى السرطان ، لأن مشاعري تجاههم هي عبارة عن تعاطف قوي ،نابع من وجدان تربيتي ، أتكلم عما سمعت ، وهو إعفاء مرضى السرطان من العلاج.
في مركز الحسين للسرطان المختص في أمور علاج السرطان وذلك بوقف اعفاءات العلاج من مركز الحسين للسرطان ، واستبدال إعفاءات العلاج في مركز الحسين لتكون الإعفاءات في المستشفيات الحكومية الأخرى ،
هكذا سمعت وهكذا أروي باسلوبي،
الا هؤلاء لأن طعامهم هو ليس لهم ،وشرابهم هو ليس لهم ، يتمنون الموت ، بين الحين والآخر ، ليس لشيء وإنما هذا المرض لا يعرف أحدا ، وأنما يعرف التعذيب ، ومن لا يعيش واقعهم المؤلم لا يعيش في زمن الإحساس ، منهم يبكي من أجل شدة الألم ، ومنهم من يبكي من شدة الفراق، الذي سيحدث بعد هذا المرض وهو الموت ، ومنهم من يريد الفراق ، ومنهم من أصبح يحس بأن وجوده ليس له معنى كيف ؟
ان هذا المرض لا يعرف صغيرا، ولا كبيرا ، لأنه مصاب قوي لا يعمل الا على تحطيم النفس ، والالم هو عبارة عن فأس يطرق الرأس وهذا هو التشبيه الأمثل له في تعبيري لهذا المرض .
حينما سمعت عن اعتصام مرضى السرطان أمام رئاسة الوزراء وغياب مجلس النواب عنهم ، اشعرت نفسي بأن لو أنا مكانهم لكان التصرف هو مثلهم ، من شدة الألم لكان وقوفهم في الاعتصام لمدة أعوام .
يعتصمون من أجل تنفس آخر اللحظات ، ولعلها تكون اللحظات التي لها شفاء .
الى نواب الوطن ، الى دولة رئيس الوزراء ، ان مركز الحسين للسرطان ، هو مركز مختص في علاج أمور السرطان ، حيث العائق هو الإعفاءات قد أزيلت تماما من ذاك المركز المختص في أمور علاج آخر اللحظات، وربما التي لها أمل في الشفاء من الله عز وجل ، لماذا تم اعفائهم من مستشفى الحسين وإعطائهم إعفاءات الى المستشفيات الحكومية الأخرى ، لعلها كارثة كبرى، وهي بسبب أخذ العلاج باستمرار ،و الأطباء مختصون هناك ، وعلى اختلاف بشكل عام عن أطباء المستشفيات الحكومية الأخرى.
الا هؤلاء مرضى السرطان، عائشون على الأمل ،ولعله يصبح حقيقة ، منهم أطفال ، دموعهم تبكي ،والبكاء أيضا يبكي أهلهم ،ومنهم يدرسون في الجامعات وعلى أمل التخرج ، ولكن على أمل أن يخرج من هذه الحياة الى مثواه الاخير ، بسبب الألم الذي هو به، ومنهم رجال، ونساء، قد تفقد ،وتصبح الدموع من قبل أبناءهم على فراقهم ، ومنهم كبار السن ، حيث هؤلاء هم الخير والعطاء ، ان ذهبوا لن نجد مثلهم في الكون بأكمله ، لو اصبحنا نعيش مكانهم ، بالتفكير في حياتهم ،ودمار الاحبة عليهم منهم الأخ، والصديق، والاب، والأم ،والعم، والخال، والخ …، الآن نقف صفا واحدا مع ذاك المرض ،لانريد خبزا ،ولا نريد اي شيء، بل نريد أن نقف مع هؤلاء الذين يتمنون على تنفس الحياة مرة أخرى، ولعلها كذلك وذلك بإرجاع الإعفاءات لهم في مركز الحسين الى مرضى السرطان، حتى جاء المقال متأخرا، ولكن هو مقال عتاب ، حتى تم صدور قرار من رئيس الوزراء بإرجاع القرار كما هو حاله و هو القرار القديم .