الصداقة أخوّة حقيقية إذا بُنيت على أسس رصينة !!!

يقال في الحكمة : رب أخ لك لم تلده أمك ،
إن النظام الاجتماعي يعد الأخوّة هي أقوى رابطة في بناء الأُسر ومنها بُني المجتمع، فكيف إذا كانت هذه الأخوة بُنيت على أساس رصين وقانون قوي وهو: الحب في الله والى الله فيكون هنا الأخوّة أقوى وأشد تماسكًا وهي المشار إليها في الحكمة آنفة الذكر، فالصداقة فيها تتم الحياة وفيها تُبنى المجتمعات وفيها الأُنس للروح لأن طبيعة الإنسان ميال الى السكينة والهدوء والى الاستقرار وهذا يحصل إذا كان العيش بقرب أُناس يحصل بينهم التجاذب الروحي فيكون تبادل الكلمات وتبادل المشاعر وكلا يشرح همومه لأخيه الذي هو الذي أنيس روحه ويعرض له أسراره ومشاكله، ليجد له الحلول وهذا الصديق الصدوق الأخ يعينه على ذلك بالإرشاد والنصح أو إيجاد الحل أو التعامل معه بحكمة بكلمات تهون عليه ما يمر به هذا من جانب ومن جانب آخر فالصديق الصادق هو من يقوّم صديقه إذا وجد عنده خطأ أو ما شبه، فيكون أول المبادرين إليه بأن يُبيّن له ذلك الخطأ بأسلوب أن لا يجعل منه سخرية بل أسلوب النصيحة والوعظ والإرشاد.
فالصداقة هي أرقى وأنبل وأسمى العلاقات الإنسانية، فوجود صديق في حياتك سواء أكان رجلًا أو امرأة ، معناه أن يكون لك أخ أو أخت يرافقك ويعايشك ويشاركك الهموم والأحزان، ليبقى الطموح مشروعًا في اختيار الصديق الصالح، وأملًا منشودًا في انتقاء الإنسان المخلص والوفيّ والنقيّ من شوائب النفس، فالحصول على مثل هذا الإنسان في حياتنا يعتبر نعمة من الله تعالى يتوجب علينا أن نشكره ونحمده ، ليكون لزامًا علينا أخذ الحيطة والحذر في انتخاب الصديق، بعد أن نقوم بعملية غربلة ذات نظرة ثاقبة تمتاز بوعي، تؤهلنا لفهم سياقات الأحداث المحيطة بنا وما أفرزته الحياة بشكل عام والساحة المجتمعية بشكل خاص، من ابتلاءات ومعضلات عمل عليها صديق السوء، أثّرت بشكل سلبي على عموم العلاقات الإنسانية المجتمعية، حتى نتجنّب صديق الشرّ وآراءه وتقوّلاته وأهواءه البعيدة عن صدقية الثوابت العقائدية والفكرية والأخلاقية، المخالفة لكل المُثل السماوية العليا عامة والإسلامية خاصة في ظل انحراف مجتمعي حاصل، وانتشار ظواهر شائكة تحمل أفكارًا متطرفة تلوّنت خلفياتها بطيفٍ من الأفكار والثقافات المتطرفة والمنحرفة