الأخلاق الرذيلة .. تحجب المعارف الإلهية عن النفس

ان سلوك طريق الله والوصول الى الكمالات والايمان المطلق به لايتم الا بالتخلي عن الرذائل الاخلاقية, والتي بدورها تبعد الانسان عن ربه من خلال الانغماس في طريق الشيطان شيأً فشياً حتى يصبح في خانة العصاة والعياذ بالله , ومن هذه الرذائل (1- الجهل- الجبن- الشر- الظلم _الحسد_الهوى_ البغض _الجور_وغيرها ) والتخلي عن هذه الرذائل ليس بأمر السهل على نفس الانسان بل هو امر صعب ولهذا كان جهاد النفس هو الجهاد الاكبر لما تحمله من صراع دائم مع الشيطان واغواءاته وشهواته وحقده على بني البشر ليوقعهم في المعصية التي تؤدي الى عذاب الله وسعيره .
ففي التفاته روحانية تحاكي نفس الانسان وتهذبها قال الاستاذ المرجع الصرخي في بحثه الأخلاقي (السير في طريق التكامل) في ما يخص النفس ورقيها وتخليها عن الرذائل الاخلاقية ....
((النفس الباقية
الثابت عقلًا وشرعًا أن النفس المجردة باقية أبدًا بعد مفارقتها للبدن، ونتيجتها أما متنعمة دائمة أو معذبة دائمًا، والتذاذها وتنعمها يتوقف على ما تحصل عليه من الكمال والسموّ، ومراحل كمالها من الناحية النظرية : هي الإحاطة بحقائق الموجودات ثم الترقي منها إلى معرفة الله سبحانه وتعالى والوصول إلى مقام التوحيد الخالص، من الناحية العلمية : هي التخلي عن الصفات الرذيلة والرديئة والتحلي بفضائل الأخلاق المُرضية ثم الترقي منه إلى الإيمان بالغيب بصورة مطلقة وعملية وتطهير السرّ عمّا سوى الله وهذا معناه : إن النفس لا تكون مستعدة للترقي في المقامات والفيوضات الإلهية ولا تصل إلى السعادة الأخروية ما لم تحصل لها التخلية عن الرذائل والتحلية بالفضائل، فالأخلاق الرذيلة تحجب المعارف الإلهية عن النفس كما تحجب الأوساخ من ارتسام الصور على المرآة.))
واخيرا على الانسان أن يتأمّل في جذور ودوافع حصول تلك الرذائل في النفس. فإذا كان السبب ضعف الإيمان وعدم المعرفة الصحيحة بالله، فعليه أن يعمّق أسس المعرفة والتوحيد والإيمان بالله في قلبه. أما إذا كان السبب الشعور بعقدة الحقارة والدونيّة فعليه أن يعالجها في ظل الثقة بالله وحسن الظن به، ومن خلال الإدراك بأن الكمال الحقيقي هو في التحلّي بمكارم الأخلاق والقرب من الله وهو ميسّر لكل إنسان.