وطن بقيادة هاشمية لن يهزه النعيق

ليس من المستغرب أن يظهر بين الفينة والأخرى اصوات ناعقة كالطبول الجوفاء هنا أو هناك تدعو لما هو من مستحيلات المنطق وثوابت الوطن وعزيمة أبناءه، فقد ظهرت بعض الأصوات التي تأبى الا أن تكون خارجة على مألوف ثوابتنا وتمترس أخلاقنا وصلابة بنية وطننا وقوة قيادتنا ، تنعق بما لا ولن تسمعه أذن أو يفكر فيه ذو لب وبصيرة، مدفوعة من ذاتها أو من غيرها ومن قلة انتماءها وتشوه فهمها وقصر نظرها حول الدولة الأردنية ارضا وشعبا وقيادة.
ما تررد في الأيام الأخيرة من دعوة البعض لما يسمى بمؤتمر التآمر على الوطن لايثير فينا الا الضحك والسخرية من هؤلاء المأزومين الذين يعرفون حق المعرفة أن الأردن لم يكن يوما سهل المرور أو الاختراق، ومنذ أن أرتضى الأردنيون على ترابه الطاهر الوحدة خيارا والهاشميين قيادة وأن لا مكان للجحور بين ثناياه فكل الوطن ثغور تأبى على كل المارقين والعابرين والمتصيدين في عكر الماء وردائته.
لايستحق هذا الموضوع الطرح أو النقاش أو الاهتمام الا أن مايثير الرغبة للنقاش هو اعادة التأكيد على قدرة وطننا وشعبنا على احتواء كل مامن شأنه أن يعكر صفو أيام الوطن، فالتوجهات الملكية السامية منذ الملك المؤسس الى الملك المعزز لم تكن الا في مكانها الصحيح فأدركت مسبقا عظم التمسك بثوابت وحدتنا الوطنية واتساع صدر تراب الوطن لكل العرب من محيطه لخليجه وطننا لايفرق بين أبناءه الا بما يقدم ويسهم في رفعته وتطوره ودفع شرور العاديات عنه.
وربما أن هناك من يتربص بالوطن ممتطيا مثل هؤلاء الجهلة وأشباه الرجال لتمرير رسائل منقوصة وعارية عن تجاوز حدود الوطن الى داخله، فلم يكن الوطن الا عصيا على مثل هذه الأجندات أو غيرها، يصدها الانتماء والحب والتمترس في خندق الوطن من كل الأردنيين على السواء، ولعل من يتربص بالوطن من أعداء في السر والعلن يعلمون علم اليقين أن الأردنيين جمعيهم موالون لوطنهم وقيادتهم ومعارضون جميعهم لكل ما من شأنه تعكير أو تهديد أو محاولة النيل من الوطن أو ثوابته الأزلية التي ماكانت مشاعا أو مطية لأي كائن من كان.
وطننا بقيادته الهاشمية المظفرة كانت ومازالت وستبقى عصية على كل الناعقين، ولن يهز الوطن هذا النعيق الذي سيرتد الى أجواف هؤلاء الشاذين انتماءا وموالاة وديننا، فقد عبر ومر على الوطن الكثير الكثير من مثل هؤلاء وبقي الوطن في مكانه شامخا صلبا كسنديانة في عجلون وشجرة جعفر الطيار في الطفيلة وخزنة البتراء في الشزبك وحجارة أم قيس في اربد، حمى الله وطننا وأدام عزه وحفظ قيادته.