كيف نزيد مناعة أجسامنا بالصيام؟
يقول الامريكي تاي بولينجر (Ty Bollinger) مؤلف كتاب "حقيقة السرطان" أن جميع أمراض هذا العصر، التي تسمى الامراض المناعية، تظهر على احد اعضاء الجسم بسبب انخفاض درجة مناعته، واذا توفرت هذه المناعة يستطيع الجسم نفسه مقاومة هذه الامراض. وخلص الى نتيجة، ان اسباب نقص المناعة بالجسم هي الاطعمة الغذائية الصناعية التي لا يستطيع الجسم التعرف عليها مثل السكر الصناعي بالإضافة الى الاغذية الثقيلة كاللحوم والمقليات.
لذلك من المتوقع مستقبلا ان لا نكون بحاجة الى الاطباء الذين يساهمون في بقاء هذه الامراض عند الناس بالمحافظة عليها من خلال الادوية التي تؤدي الى استدامة هذه الامراض وليس معالجتها نهائيا. والدليل على ذلك انه في حالة التوقف عن تناول هذه الادوية كأدوية امراض القلب والشرايين فان المريض سيموت.
لذا علينا ان نفكر بعمق في كيفية الخروج من هذا المأزق الذي وضعتنا فيه العلوم الطبية الحديثة وشركات الادوية العالمية التي تجمع مئات المليارات نتيجة صناعة هذه الامراض للبشرية.
وحاليا اصبح الغرب يتعرف على فجوات الانظمة الغذائية التي ابتدعها في فترة سابقة والتي كانت نتائجها كارثية على البشرية جمعاء.
لقد خلق الله سبحانه البروتينات والنشويات والدهون لإنتاج الطاقة بالجسم، وخلق الاملاح المعدنية لتحفيز الانزيمات للتحكم بفسيولوجيا الجسم وأن نقصها سيؤدي الى شعور الجسم بالإنهاك. وخلق الله سبحانه الهرمونات لضبط الجسم، فالقلب والمعدة والكلية مثلا تعمل تحت مراقبة هرمونية.
وخلق الله مواد تعطي مناعة للجسم وهي ما تسمى بمضادات الاكسدة التي توجد في الاغذية الطبيعية (العضوية). لقد وجد العلماء بان الجسم يحتاج يوميا الى حوالي 35 ملغرام من هذه المضادات حتى تصبح مناعته متكاملة، بينما معظم المرضى لديهم فقط ما معدله 0.1 ملغرام باليوم. فاذا تناولت همبرجر مع البطاطا المقلية والاجبان والمشروبات الغازية (الوجبات السريعة) فاعلم انه يوجد لديك صفر مضاد للأكسدة.
قال تعالى "طه .مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ"، فلا يمكن ان الله تعالى نزل القرآن ليُشقي به الناس، لا بالصيام ولا بالصلاة ولا بالحج...الخ. وان الله جعل احد مقاصد الصيام هو إزالة ما تكوّن في الجسم من ترسبات خلال 11 شهرا قبل رمضان. والاستفادة من الصيام يتم بالتخلص من هذه السموم المتراكمة بالجسم من خلال الجوع والعطش وتقليل كمية الاكل الصحي التي نتناولها.
فاذا ملئت المعدة بالاكل فإنها ستكون منهكة ومتعبة وتهضم ببطء وخاصة عند تناول اللحوم. اما اذا دخل المعدة اغذية طبيعية (عضوية) يتعرف عليها الجسم من النشويات او الخضار او الفواكه فإنها ستنهي عملها خلال 3 ساعات تقريبا وتستريح بعدها.
اما بالنسبة للكبد فقد وجد علماء التغذية في كندا بان مادة البيرودين ترتفع في جسم الصائم في الايام 9 و 19 و29 من بداية الصيام وتعود وتتوازن بعد 36 يوم من الصيام المتواصل. وتبين من هذه الترددات في مستوى البيرودين بان الكبد يحاول استعادة وضعه الطبيعي ليصل بعد 36 يوم الى حالة من التوازن الكامل وخالي من السموم. اما بالنسبة للمرارة فان الجوع والعطش الشديدين وشرب الماء بكثرة في فترة ما بين الفطور والسحور سيؤدي ذلك الى ذوبان الحصى فيها، اما اذا بقي الناس على النظام الغذائي الثقيل (البروتينات الحيوانية) فالحصوات تستمر او تزيد. وبالنسبة للقولون فان الافطار على الرطب او التمر والخضار والفواكه فان اليافها لا تُبقي الفضلات في الجسم فلا يتعرض الجسم الى سرطانات القولون.
اما أمراض القلب والشرايين، فقد وجد العلماء بان كمية الكوليسترول تنخفض بالدم بعد 36 يوم من الصيام الصحيح ويصبح الدم خفيف ويشعر الصائم بحياة افضل في نهاية شهر رمضان. فمعجزة الصيام، التي في كثير من الاحيان لا تستطيع تفسيرها علميا، مع استخدام النظام الغذائي السليم هو انجح طريقة للتغلب على جميع الامراض المناعية التي تصيب الجسم.
قصارى القول، ان الامراض المناعية التي تصيب اعضاء الجسم (الكبد والمرارة والمعدة والقولون والقلب والشرايين والغدة الدرقية وغيرهم) تحدث بعد انخفاض مناعة الجسم بسبب تناوله للاغذية والسموم التي تحويها هذه الاغذية (اللحوم والمقليات والسكريات والمشروبات الغازية والاطعمة المعلبة والصناعية والخضار التي تحوي على متبقيات المبيدات بالإضافة الى استخدام الاواني البلاستيكية). لذلك فان تفادي اسلوب المعيشة الخاطئ بتناول هذه الاغذية وإتباع الصيام المفيد بتعريض الجسم الى الجوع والعطش لإخراج السموم التي تراكمت وترسبت في فترات سابقة. فان الجسم ستقوى مناعته وسيتعافى بإذن الله من جميع الامراض المناعية.