سبل النجاة

في اللحظات التي يغزو فيها الظلام نهارك ، ويهيج بحر الألم محاولا إغراقك ، ثم تضربك سهام الإحباط من كل حدب وصوب ، وأنت ولا أحد معك على متن القارب جريح تكابر ، في اتجاه ميناء أحلامك مبحر..
يقودك شراع الأمل ، وطائر التفاؤل والحب يحلق من حولك ، فلا بوصلة إلا إيمان بالله عز وجل ، ولا خريطة إلا مايمليه عليك قلبك ، ولا زاد إلا ثمار إيجابية لأفكارك..
لكن والآن تدق طبول الأعاصير ويحاول حوت اليأس التهامك ، يشارك رعد الشك في هذه السمفونية الرهيبة ..
فجأة تغمر المياه قاربك ، فتشعر أنها نهايتك ، إنها ساعة الحقيقة وحتما أنت هالك ، يشخص بصرك ويقفز الأدرينالين لأعلى مستوياته ، فلا ترى سبيلا للنجاة فلا صديق لك يا أخي ، لاأمامك ولا وراءك ، فتتوقف عن التجديف وبنظرات الوداع تنتظر زيارة الموت لك ..
ومع اقتراب النهاية التراجيدية ، يفاجئك صوت كالدواء متغلغل في أعماقك يقول لك :
(( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين )) (( الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم ))..
وبعدها بلحظات قليلة يصطدم القارب بشيئ ما !
إنها اليابسة ياصديقي ... وهاهي الشمس قد عادت فدوام الحال من المحال ، والظلام والعواصف قد أتو ليمروا لا لكي يبقوا ، فاصمد من أجل قضيتك التي تناضل من أجلها ، فلا بد للأزمات من نهايات..