عذراً ايُها القانون
بتاريخ 19/3/2017 حضرت (ندوة حول واقع المرأه في الخدمة العامة وقطاع الأعمال في الاردن) في الجامعة الهاشمية، ولن اخوض بمحاور الندوة، ولكن ما لفت انتباهي عندما تحدثت السيدة الهام الشوا / مديرة الشؤون القانونية في اتحاد المرأة الأردنية، عن قصة طبيبة عمرها (25) خمسة وعشرون سنة، ترغب في الزواج، ووالدها متوفي، وكان الولي بعد الأب اخاها الذي عمره (17) سبعة عشر سنة، حيث فرض الأخ سيطرته على اخته كونه الولي، وكان يطلب منها النقود حتى يزوجها ، واخذ مبلغ من المال حتى قبل ان تتزوج. وتحدثت الاستاذة المحامية انهم طالبوا بتعديل هذا البند بان لا يكون ولي للمرأه عند الزواج التي يكون عمرها خمسه وعشرون سنة، ولكن القانون رفض العمر ووافق على ان يكون العمر للمرأه التي ترغب بالزواج هو ثلاثون سنة دون وجود الولي، وان تزوج نفسها بنفسها كونها في هذا السن تكون قادره على اتخاذ القرار واختيار شريك حياتها.
والسؤال ما معنى كلمة الولي؟ الولي هو من يقدم الرعاية فهل الصبي الذي عمره سبعة عشرة سنة قادراً على تقديم الرعايه؟ وهل الولي فقط أن يكون بالغ عاقل؟
وكان من الافضل بدلا من طلب الغاء شرط الولي (الاب) في الزواج ان يكون شروط لتحديد الولي ومن هو؟ كان من الافضل ان يكون فقط الولي هو الاب وفي حال عدم وجود الاب يكون شروط معينه للولي غير الاب، او ان يكون هنا تحديد العمر للمرأه ان تتزوج دون الولي في حال عدم وجود الاب.
فالنتحدث قليلاً عن الرجل، لماذا دائماً نتحدث عن المرأة؟ اذا كانت المرأه هي نصف المجتمع، فالرجل هو النصف الاخر المكمل للمجتمع، فالرجل والمرأه مكملان لبعضهما، كما يُقال أن وراء كل رجل عظيم امرأه، فأيضاً وراء كل امرأه عظيمه رجل.
فالرجل هو الأبن والأخ والزوج والأب، الأب الذي يرعى الأُسرة ويُعلم الأبناء ويحثهم على العمل الصالح، وهو صاحب العقل والحكمه، الأب الذي جعل في المجتمع المرأة الطبيبه والمحامية والمهندسة والمعلمة والكثير من المهن، هل يكون جزاء هذا الأب عند زواج الإبنه ان لا يكون الولي؟ وهي من تزوج نفسها بنفسها! وتقول انا قادره على الاختيار! من جعلها قادرة على الاختيار؟ اليس الاب! من كان سبب في وجودها؟ اليس الأب!
عذراً أيُها القانون فأبي هو الولي وهو تاج على رأسي وسيبقى الولي حتى آخر نفس في حياتي، فهو سبب وجودي في الحياة هو من جعلني انسانه متعلمة قادرة على اتخاذ القرار واختيار شريك الحياة وهو من جعل لي كيان في هذا المجتمع. اذا القانون ألغى أن يكون الأب هو الولي، فديننا الاسلام لم ولن يُلغي ذلك. وقال تعالى{ وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا . وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (الإسراء23 . (