نعم أحبه . . . على الرغم انني متزوجة

ستنعتوني بالخائنة . . اعي ذلك وافهمه جيدا . . ولكنني لست كذلك . . .لأن الأمر كان فوق طاقتي وخرج عن إرادتي . . .
كنت صغيرة جدا عندما تزوجت أول مرة . . لم أتجاوز حينها السادسة عشرة عاماولم أكن أملك قراري . .
لم يستمر زواجي سوى شهور معدودة
كانت تجربة مؤلمة لا أريد الخوض في تفاصيلها المقيتة بل وأتمنى أن تمحى من ذاكرتي نهائيا
بعد الطلاق تابعت دراستي وحصلت على الشهادة الجامعية الأولى . . وتوظفت في إدارة حكومية
وأصبحت أرفض كل من يتقدم لي كنتيجة حتمية لتجربتي الأولى ولأنني كنت أرى البريق
في عيون من يتقدمون لخطبتي طمعا في الراتب
زاد إصرار أهلي على ضرورة الزواج والسترة على حد تعبيرهم لأتخلص من ثوب المطلقة
إذ أن مجتمعنا لا يرحم ويشير بأصابع الاتهام لأي امرأة لمجرد كونها مطلقة
وهذا ما حدث فعلا فقد وافقت على أول شخص يطرق بابي بعد مشاجرة عنيفة مع والدتي وإخواني ما كانت لتكون لو أن والدي على قيد الحياة
زوجي ظالم يعاملني بعنف ويستولي على راتبي في بداية كل شهرعدا عن كونه ممل جدا ومهزوز لا يملك موقفا . . . ناهيك عن اهماله في المنزل والبنات . . .
يكاد يكون اهتمامه الأول والأوحد في حياته هو مشاهدة ومتابعة مباريات كرة القدم ومناقشة تفاصيلها وتحليلاتها مع اصدقائه الأغبياء في القهوة
يلقي بحمولة المنزل والطفلتين على كاهلي ليعود في آخر الليل جائعا منهكا . . فيأكل وينام
بدأت قصتي في اليوم الذي نقل فيه موظف جديد الى إدارتنا الحكومية . . كان مزاجي سيئا ذلك اليوم فتعاملت معه بفظاظة غير مبررة
سكت ونظر إلي نظرة عميقة مبهمة أحسست أنه يتأمل روحي ويكتشف خباياها بتلك اللحظة
ثم انسحب من المشهد بهدوء وعاد الى مكتبه بالطابق الثاني
كان لتلك النظرة الغريبة أثرها القوي فأثقلت وجداني
وبدأت أفكر في هذا الموظف وأتحين الفرصة للإعتذار منه عن الإساءة
تطورت الحالة لدي وأصبحت معتادة على التفكير في هذا الموضوع
حتى أنني كنت أفتعل أمورا أتعمد فيها أن أصعد للطابق الثاني ومراقبته عن كثب أثناء انشغاله في مهامه الوظيفية
في أحد الأيام تجرأت وطلبت أحد الملفات التي بحوزته للإطلاع عليه . . فابتسم وأعطاني الملف بكل سرور مما جعلني أحني رأسي خجلا من نفسي وأعتذر منه من الموقف السابق
بعد ذلك أصبحت أختلق الأعذار والحجج لأراه ولو مرة واحدة في اليوم
اصبحت أتمنى لو ان زوجي يملك صفاته . . وأعرف أن ذلك ضرب من الخيال
تمنيت أن أقابله في مكان بعيد جدا . . خارج حدود الزمان لأصرح له بحبي وأنشغالي به
أعرف أنه لا يدرك ما أحس به من مشاعر وأعرف أنه حب من طرف واحد وأعرف أيضا أنني أفقد السيطرة على أحاسيسي عندما أراه
صارحت صديقتي في أحد الأيام . . فقالت لي بسذاجة (إنسيه ولا تفكري به ثانية)
أصبح التفكير فيه عبئا ثقيلا على صدري حاولت مرارا وتكرارا أن أنساه لأتصالح مع نفسي
على الأقل وللأسف لم أنجح . . كيف أنساه وصورته هي أول ما أراه عندما أستيقظ من النوم
انا الآن تائهة لا أعرف ما أريد ولا أستدل على الطريق الصحيح
أرشدوني فقد تكون نصائحكم بلسما شافيا لما أعانيه في حياتي
التي فقدت أتزانها المفتعل وهدوئها المشوب بالحذر