وادي القمر
وادي رم هذه المنطقة الفريدة في منطقة الشرق الاوسط، الجميلة بألوانها الرائعة و تضاريسها المتنوعة و طيبة اَهلها.
المؤسف ان معظم ابناء وطننا العزيز لم يزر هذه المنطقة الخلابة ولم يستمع بهدوء جبالها و هوائها النقي، و لم يتمتع برونق غروب شمسها الذهبية.
من الناحية التاريخية و منذ مرور الانباط بها، و ربما مكوث لورنس العرب بها خلال الثورة العربية الكبرى و وصفه لها في عدة كتب أدت الى معرفة البريطانيين بهذه المنطقة اكثر مننا نحن الأردنيين.
خلال زياتي الى الأردن كل سنة أزور هذه المنطقة للأستمتاع بجمالها و البحث عن الهدوء في صحرائها الدافئة و شمسها الذهبية، و من خلال عملي في قطاع السياحة في أوروبا و الحديث مع معظم من قام بزيارة وادي رم هناك عدة حقائق يجب الوقف عندها و عدم الاستهانة بها، سأقوم بسردها راجيا على كل مسؤول في قطاع السياحة في الأردن اخذها بعين الاعتبار و العمل على ازالتها قبل فوات الأوان، هذه الحقائق هي ليست تجريح او انتقاد لشخص معين بل هي ملاحظات بشكل عام نأمل أن تساعد على المحافظة على هذا المنتج القومي الفريد من نوعه في منطقة الشرق الاوسط:
١. بالنسبة للمواطن الأردني سواء المقيم في منطقة وادي رم او الزائر من شتى مناطق المملكة، المحافظة على نظافة المنطقة، خلال السنوات الأربعة الماضية زادت نسبة النفايات من، الاكياس البلاستيكية و زجاجات الماء الفارغة و غيرها من النفايات بشكل ملحوظ و مؤسف في كل المناطق التابعة لوادي رم بما فيها محمية وادي رام الطبيعية، من المؤسف ان لا نحافظ على نظافتها حتى أصبحت بعض المواقع لا يمكنك التقاط الصور التذكارية فيها لكثرة النفايات التى تلقى بكل مكان دون أدنى حس بالمسؤولية للمحافظة على نظافة و رونقة المكان، وادي رم او وادي القمر كما يسمى هو ليس ملك لن! ا بل ملك للاجيال القادمة هو ثروة حقيقة يجب ان نحافظ عليه و دور المواطن اهم من دور الدولة في المحافظة عليه.
٢. التصرفات الطائشة من بعض الزوار و بالذات الأردنيين من الحفر على الصخور و تشويهها، و إشعال النيران للقيام بالطبخ، كل هذه التصرفات تشوه جمال المنطقة، أيضا استعمال سيارات الدفع الرباعي للصعود على بعض التلال و الجبال يؤثر و يشوه هذه المنطقة الجميلة.
نحن كاردنيين مطالبين جميعاً بالمحافظة على نظافة المنطقة و عدم المساس بها و تشويه جبالها الرائعة، و مطالبة الزائرين أيضا بالمحافظة عليها.
سكان منطقة وادي رم ايضا لهم الدور الأهم بالسعي للمحافظة على هذه المنطقة الخلابة و عدم السماح للزائرين بتشويه المنطقة.
٣. دور القطاع السياحي، من مكاتب سياحية و ادلاء، المطالبة و حث الزائرين بالمحافظة على هذا الارث السياحي الهام، لانه اذا لم يتم الحفاظ على هذه المنطقة ففي خلال عدة سنوات لن يأتي اي زائر لانها ستكون قد تحولت لا سمح الله الى مكب نفايات و منطقة مشوهه بالكامل، دور القطاع مهم جداً من خلال تنبيه السياح.
٤. دور القطاع المحلي: بتعليم الأطفال في المدارس و من خلال حملات توعوية للمحافظة على الارث السياحي و التاريخي بشكل عام، إقامة حملات تنظيف للمنطقة من خلال شركاته مدارس.
٥. دور وزارة السياحة، و هو الأهم من خلال حملات التوعية و التثقيف السياحي، و من خلال حملات التفتيش عَلى جميع المرافق السياحية في المنطقة من سيارات و مخيمات و مطاعم، من خلال جولات الشرطة السياحية على جميع المرافق، من حملات النظافة المنظمة، أدعو جميع العاملين في وزارة السياحة بزيارة المنطقة و التجول في معظم الأماكن الهامة حتى يتسنى لهم معرفة حجم الكارثة البيئية المُحتملة خلال السنوات القادمة.
المحافظة على الآثار و الأماكن السياحية و الاثرية في الأردن هو واجب وطني، على الجميع العمل يداً واحده للمحافظة على هذا الارث التاريخي الهام،.
أليوم أطلقها صرخة من موقعي الى كل أردني و آلى كل مسؤول بنجدت هذه الجوهرة الجميلة من الضياع، هناك جهود جبارة لتسويق الأردن خارجيا لكن الصدمة عندما تقوم بالتجول و بكل ألم و حسرة ترى الواقع المرير في اردننا الجميل.
وادي رم و البتراء و جرش هي ملك لكل مواطن أردني، فلنحافظ عليها و نحميها قبل فوات الأوان.
على امل ان تصل رسالتي هذه الي القائمين على قطاعنا الحبيب.
مع كل المودة و الحب