إلاعلام المأجور ..........

حينما يُصبح بعض إعلامنا أصفر , والعاملين فيه يفتقدون إلى الإنسانية والرحمة , ويصبح الإعلام مهنة من لامهنة له وقتها سنبكي على ما وصل له إعلامنا من مرض خطير لا يمكن استئصاله أو التخلص من

, فمنذ أيام قليلةٍ تم بثّ مشهد لشخصٍ متوفًّ نتيجة حادث سير على إحدى المواقع الالكترونية , مما استفز مشاعر الكثيرين من أبناء هذا الوطن , وكان مكتوب على اليوتيوب ( ممنوع دخول ذوي القلوب الضعيفة ) وبالفعل كان المشهد تقشعر له الابدان , فلماذا يتم بثّ مثل هذا المشهد لشخصٍ متوفًّ دون مراعاة كرامة الموتى , فإكرام الميت دفنه لا تصويره وعرضه على اليوتيوب وكأنه يقوم بعرض فيلم سينمائي

وقد تم التصوير بحجة الصحافة , فأي صحافة هذه التي تفتقد الى الإنسانية ؟ وهل كانت أول محاضرة جامعية للصحفيين ( كيف تصبح جلاداً ) ؟اهكذا نرتقي على حساب مشاعر الآخرين ؟! دون مراعاة بان هذا الفيديو سيتم مشاهدته من قبل اهله , واصدقائه وزملائه بالعمل ,وكما قالت أحلام مستغانمي "من يعتذر لموتانا ؟

وهل للقتيل من كبرياء إن كان الأحياء مسلوبيّ الكرامة" لذا أصبح بعض إعلامنا مريضاً خالياً من الإنسانيه , إعلام مأجور , فكم من شخصيات ارتقت واصبحت ذات ثقل سياسي كان وراؤها قلم أسود مبتور مباع في سوق الصحافة السوداء , فتزوير الحقائق وتغير الواقع , والاستخفاف بالعقول التي أصبحت شبه غائبة عن الوجود , وترويج الاباطيل التي لم نعد نستحي منها , لذا فقدنا المصداقية

فكم من دول سقطت بفعل إعلامها المزور للحقائق ,وكم من شعوب ستسقط بأقلامها الرخيصة المندسة ؟ ،فمتى وصل الفساد والانحطاط الى الإعلام فقد وصل الى كافة الشعب ,فمن المعروف ان للإعلام تأثير قوي ومباشر على المجتمع وهو سلطة مهيمنة وطاغية في عالم اليوم لانه لسان الحق وخطاب الحقيقة فهو يشكل أفكار الأمَّة

وهذا التشكيل إمَّا أن يكون عامل بِناءٍ يَحث الأمة على التقدم والتنمية والتماسك، وإما أن يكون عامل هدْم يُحدِث اضطرابًا وقلَقًا فكريًّا واعتقاديًّا، بل واجتماعيًّا " لذا يجب أن يكون دوره تنويرياً لا تثويرياً , وأن لاينحاز الى اللغة الشعبية السوقية , ولا يسمح للبيع والشراء أن يدخل سوقة , لأنه خُلق ليكون لسان صد

, لذا يجب أن يمارس الإعلام دوره بمسؤولية وباحترام وتقدير ازاء المجتمع والأمة ,وتستوقفني هنا مقوله لـ جوزيف جوبلز وهو وزير الإعلام النازي في زمن رئيس المانيا السابق أدولفألويس هتلر "اعطني إعلاماً بلا ضمير اعطيك شعبا بلا وعي"