مرت تسع سنوات على رحيل ياسر عرفات وفي هذه السنوات التسعة تراجعت القضية الفلسطينية عشرات السنوات الضوئية فبعد استشهاده مسموماً أنقسم اابناء الشعب الواحد فأصبح هناك دولة في غزة وأخرى في الضفة, فبغياب من وحدهم خلف المقاومة أصبح كل طرفٍ يبحث عن الريادة والزعامة.
في غياب عرفات حتى مفاوضات السلام توقفت فبصرف النظر عن عبثيتها وبمعزلٍ عن مدى فائدتها فهي بعد رحيل من كان يفاوض بيد ويقاوم بالأخرى تعثرت وتبعثرت وربما كان لإنصاف الشهيد الذي لطالما أتهموه بأنه حجر عثره في طريق ما يسمي السلام مع إسرائيل. بعد تسع سنوات من رحيل عرفات أصبح الشعب الفلسطيني يعيش واقعاً يومياً من الإضرابات والاعتصامات في ظل عجز مسؤولي السلطة اليوم عن دفع رواتبهم وتأمين احتياجاتهم, هذا الواقع لم نكن نراه في عهد الرمز الشهيد الراحل ياسر عرفات الذي كان يدير كل شيء من مقر المقاطعة في رام الله.
كان عرفات قادراً على التواصل مع مختلف التنظيمات الفلسطينية وأن اختلفت الأراء والمواقف إلا أن ثوابت المقاومة هي الجامع فيما بينهم وهي ورقة الضغط التي كانت تظهر تجلياتها من خلال عمليات المقاومة داخل عمق الاحتلال هذه العمليات التي أخذت تضمحل حتى أختفت .
عرفات وبعد رحيله تمدد النفوذ الخارجي ليعمق انقسام الفلسطينيين فصار كل طرفٍ يضغط لصالح حلفائه فزُجت قضية فلسطين في صراع المصالح بصورة أكثر قتامة من ذي قبل. أن غياب الأب الروحي للقضية الفلسطينية جعل إسرائيل تتمادى في توسعها واستيطانها فلم يعد هناك قائدٌ بشخصية عرفات لديه القدرة على توحيد الفلسطينيين بإتجاه المقاومة متى أقتضت الحاجة وهنا تبقى الخشية من انتهاء زمن الإنتفاضات بإنتهاء عمر ياسر عرفات.
ويبقى السؤال المطروح بعد إضافة الدليل المادي على جريمة اغتيال عرفات بثبوت تسميمه هل سيكون هناك متابعة حقيقية لمعاقبة الجناة ومن عاونهم. ؟؟