آخر الأخبار
  الترخيص المتنقل "المسائي" للمركبات بلواء بني كنانة الأحد   أمانة عمان: 4600 موظف و200 ورشة جاهزة للتعامل مع الحالة الجوية   مهرجان الزيتون يعلن إعادة الرسوم لأصحاب الأفران والمخابز   المصري: مديونية البلديات تجاوزت 630 مليون دينار   الاردن 6.4 مليار دينار حجم التداول العقاري خلال 11 شهرا   الهيئة البحرية تحذر: امواج واضطرابات قد تؤثر على حركة الملاحة   تنظيم الطاقة توجه بإدامة تزويد الكهرباء والغاز   الأمانة تنشر فرق الطوارئ بجميع مناطق العاصمة   المدافئ .. إهمال صغير يقود إلى حوادث قاتلة   ولي العهد يهنئ الأمير عمر بن فيصل   الإدارة المحلية تدعو للابتعاد عن مجاري الأودية   ظاهرة نادرة في البترا تؤكّد دقّة التوجيه الفلكي بالعمارة النبطية   مديرية الأمن العام تجدّد تحذيرها   رئيس وزراء قطر: مفاوضات إنهاء حرب غزة تمر بمرحلة حرجة   الاشغال: 110 فرق و135 آلية و20 كاسحة ثلوج للتعامل مع الحالة الجوية   النشامى بعد قرعة المونديال .. مستعدون للتحدي ومتفائلون   الأردن يلتقي الكويت في كأس العرب السبت   زخات متفرقة من المطر السبت   الأردن يرحب بقرار الجمعية العامة الذي يمدّد ولاية (أونروا)   تحذير "عالي الخطورة" من الأرصاد للعقبة ومعان والأغوار والبحر الميت

الرأي تنتفض في وجه دودجسون الأردني

{clean_title}

 لم يخطر في أذهاننا، ونحن نتابع مشهد اقتحام قوات الأمن لمبنى صحيفة الرأي، التي انتفض موظفوها ضد رئيس الوزراء ومجلس إدارتها، سوى قصة الكاتب الإنجليزي "تشارلز دودجسون" التي كتبها للأطفال تحت عنوان "أليس في بلاد العجائب"، هذه القصة تحكي سيرة فتاة سقطت في جحر أرنب، لينقلها ذلك السقوط إلى عالم يضجّ بالخيال والدهشة، يدعى بلاد العجائب.

إن مشهد الإقتحام لمبنى الصحيفة الحكومية، نقل البلد بأكمله إلى بلاد العجائب والغرائب، فلو تابعنا هذا المشهد في بلدٍ مثل "الصومال"، أو في أي بلدٍ إفريقي متخلفٍ آخر، لما استوقفنا المشهدُ ولما عقدت ألسنتنا الدهشة!! ولكن أن تقوم قوات الأمن بمداهمة مقرّ صحيفة الدولة، فهنا تكمن الغرابة ويثور السؤال، الذي اعتدنا على قفزه المستمر، دون تلقي أية إجابة: من المسؤول عن كل هذا التدهور؟

إن ما تتعرض له الصحف الرسمية بخاصة، وما يتعرض له الصحفيون بعامة، من تدهور وفساد إداري ومالي، ومن تضييق للحريات ومطاردة للمنابر الإعلامية، يشير بوضوح إلى ضرورة إجراء معالجة سريعة وفورية لجميع المواقف الرسمية، تقتضي بالدرجة الأولى "رحيل الحكومة"، التي أصبح يعيش رئيسها بلا صحافة ولا تأييدٍ شعبي.

لا نريد أن ندخل في تفاصيل المحنة التي تتعرض لها صحيفتا (الرأي والدستور)، ولا نريد أن نتطرق أيضاً إلى محنة المواقع الصحفية الإلكترونية المحجوبة، ولا إلى محنة المعتقلين الصحفيين ومعاناتهم؛ لا لشيء إلا لأن جميع ما ذكرناه أصبح في متناول الجميع، يعرفه الصغير والكبير، والقاصي والداني. ولكن هذا لا يمنعنا من تذكير رعاة (الكوارث والمصائب)، بأن ما تمر به الصحافة، يشكّل منعطفاً خطيراً وحاداً، يهددُّ منظومة "الإصلاح الملكية" برمتها، ويزيد من سوداوية صورة الدولة، التي امتعض منها دعاة الديمقراطية في "جنيف"، ويفاقم من مساحات سمعتها السيئة لدى المنظمات الدولية، ومنظمات حقوق الإنسان... إلخ.

إن رئيس الوزراء "د.عبدالله النسور" يذكّرنا بقصة ذلك الرجل، الذي غمرته المشكلات من قمة رأسه إلى أخمص قدميه، فبينما كان الرجل يهمُّ للخروج من بيته متوجهاً إلى عمله، تلقى أربع مكالمات هاتفية خارجية. وكل من أولئك الأشخاص يعاني من مشكلة خاصة.

حيث إن كل واحد منهم أراد منه أن يستقل أسرع طائرة للوصول إليه للمساعدة. وأخيراً، طلب الرجل من زوجه أن لا تحضر له فطوره ثم انطلق إلى العمل. وعندما دخل سيارته، وحاول تشغيلها عاندته بعدم الإستجابة. مما جعله يطلب سيارة أجرة، وإذ جلس ينتظر السيارة، استلم مكالمة زادت مشكلة أخرى إلى لائحة مشكلاته. وأخيراً، وصلت سيارة الأجرة فجلس في المقعد الخلفي وقال للسائق: حسناً، هيا بنا نسرع.

فسأله السائق: إلى أين تريدني أن أقلَّك؟ فكان جواب الرجل: لا يهمني إلى أين تذهب؛ فحيثما تذهب هناك مشكلات تنتظرني. السؤال الذي يطرح نفسه: متى يفاجئنا "معاليه" في حثّ سائقه على الإسراع به إلى البيت مستقيلاً، بعد أن تعطلت كل عربات القيادة؟!.

[email protected]

للمتابعة على الفيس بوك: الدكتور محمد السنجلاوي