بس دق الطبله تيجي ميت هبله. بقلم د. فاضل الزعبي. في زيارته الى صديقه ابو نعيم و اللي الله اعطاه من نعيمه و سكن بعد ما كان طوبرجي في حي سفارات. خاف ابو فهمي من استقبال ابو نعيم الناشف و الغاضب الو و هو زمان ما شافو. قعدو في الحديقه و ابو نعيم قال للفلبينيه روحي سوي فنجانين قهوه بدون سكر. .... بدون ما يسألو شو تشرب و كيف قهوتك ... كالعاده.
وطبعا ابو فهمي بيشربها حلوه و أخونا طلبلو بدون سكر. وهم قاعدين سمعو صراخ و عويل في الشارع و مراكظه و بعدين صوت سيارات الاسعاف و صفير سيارات النجده، و التمت الدنيا كلها قدام بيت ابو نعيم. و ابو نعيم مش قادر يفهم شو في. نط أبو الهمم حبيبنا أبو فهمي للشارع و دخل وسط الناس و شاف انو المشكله عند جيران ابو نعيم البعثه الاجنبيه المسوؤله عن تسفير الناس. و كمان استغرب انو اللي بيصيحو و ماسكين في باب البعثه و مش راضيين يتركوه.
همو من اللي صارلهم سنوات بستنو بالتسفير لدول اوروبا و الدول المتقدمه الاخرى طلبا للملاذ الامن و المريح. الله يعينك يا ابو نعيم. اي كوم حجار ولا هالجار. رجعو قعدوا في الحديقه يشربو القهوه البارده و يتنافخوا. الله وكيلك يا ابو فهمي كل يوم زي هيك. كل يوم هزة بدن. و كمان مواقف بيتقطع قلبك الها. معتصمين على تأخير معاملاتهم. بس دق الطبله تيجي ميت هبله .
مساكين بشوفهم جايين من نص الليل يوخذودور ميشان فيزا ولا هجره. بس بس يا ابو نعيم ، قرفتني عيشتي، اي بلا فنجان هالقهوه. بدي اروح على بيتي. اقعد يا ابو فهمي، حقك علي و الله ما بتطلع اللا نتعشى سوى، وين رايح، اقعد. اسمعي يا ميلندا، حظرينا عدة الشوي، بدي اتعشى انا و ابو فهمي يلا بسرعه. شوي، هش و نش، كباب و شقف. ....... يا سلام هاي اول مره بيعملها ابو نعيم. تشرب بيره يا ابو فهمي. لا ما نته عرفني انا بصلي و ما بشرب كحول يا ابو نعيم. افهمتني غلط يا ابو فهمي ، هاي بيره بدون كحول، عصير شعير يعني. و سمعا صريخ و عياط و وزيطه في الشارع كمان مره. والله ما نته متحرك من محلك يا ابو نعيم. اقعد ميشان الله بدي اشوفك. و شو راح يكون غير زي اللي قبلهم محتجين بس الله اعلم من وين لأنو صياح و برطمه غريبه.
اخيرا هف ابو فهمي ما استطاع من الكباب و الشقف و استأذن حتى يلحق اخر باص بلاش ينطس بتكسي يطلع اغلى من العشا. ركب الباص و هوه يحكي مع حالو. ابو نعيم مثل خبز الصاج امقلب على الوجهين. الله يلعن هيك سكنه.
و الله ما بسكن محلو لو يعطيني كل يوم عشر نيرات. نسي حالو ابو فهمي في الباص انو ما بتمتم و انو قاعد بيحكي بصوت عالي و انو كنترول الباص ابو طاقيه مخزوقه سمع كل كلامو و طبعا وجه الكنترول ابرد من طينة الشتا. قلو الكنترول. انا مش معك يا اخ. وين العروبه. وين الشهامه. و ين الاخوه في الاسلام. و ين حق الجيره. احنا واجب علينا نقف معاهم و بدون ما نحملهم جميله. هاظا واجب يا اخ. ما عجبني كل كلامك.
احمد الله انو ما بيصير عنا ايشي. و لو صار وين بدك تروح. ابو فهمي صفن في وجه الكنترول تبع الباص وقال ما ظل عالخم اللا ممعوط الذيل. اسثغفر الله روح يا زلمه قص تذاكر و حل عني انته و جوعك. شفير الباص دعس بريك و قال لابو فهمي: اسمع يا اخ.... يا بتقعد باحترامك يا بتنزل من الباص. حكي في السياسه ما بدي اسمع. احترم حالك هاظا باص حكومه و بتحكي عليها. صار للشرشوحة مرجوحة و لأبو بريص قبقاب. خليني انزل ... اي هاظا الشفير صابون نابلس ماايخلصك منه.