من هو رئيس الجامعة الجديد؟ يذكرني حال جامعاتنا وما يحدث بها من تغييرات غير مدروسة لرؤسائها، بالقصص التي كان يرويها لي جدي رحمه الله حيث تحمل نفس المغزى باختلاف الشخوص والأماكن، وأغلبها تتحدث عن الظلم الذي كان موجه للأنثى بدون أي سبب، كأن يتم طلاقها لمشاجرة حدثت بين أحد أبنائها وأحد الجيران مع أنه لا يوجد لها أي سبب في ذلك، فلا يستمعون لحجتها متناسين كل جهودها وانتمائها للبيت، مقدمين النصيحة للابن: " طلقها وجيب غيرها"، لأنها هي السبب، إضافة إلى أن الطلاق كائن لا محالة إذا اعترضت الأنثى، أو رفضت طلباً من زوجها أو عمها أو حماتها أو حتى سلفها.
كما يذكرني بحال بعض مدارسنا الخاصة اليوم، بحيث إذا استاء الطالب من المعلم جاء الأب مسرعاً للمدرسة مطالباً بتغيير المعلم، مؤكداً المدير على طلبه، متناسياً الأجيال التي خرجها والخطط التي قدمها بداية الفصل ورؤيته المستقبلية لهذا الصف. كلنا مع التغيير، ولكن التغيير الايجابي المدروس الذي يخدم رؤية المؤسسة ورسالتها وأهدافها، وليس المعتمد على مزاج فلان وفلان.
فإذا اجتهد رئيس الجامعة وكل قادتها في وضع خطته، وبرامجه التنفيذية، وأعد العدة لذلك، إذا عشق مؤسسته، وخدمها بكل ما أوتي من قوة، إذا أحب الموظفين وأحبوه، ساعدهم وساعدوه، وأنجز الكثير، فما شأنه بشأن من أخطأ من زملائه الرؤساء؟؟؟؟ وما شأنه إن حدثت مشاجرة جامعية وقد خطط مسبقاً لعدم وقوعها
فنحن نتحدث عن مجتمع جامعي من آلاف الطلبة، في الوقت الذي لا نتمكن من منع وقوع مشاجرات على مستوى الأسرة المكونة من بضع أشخاص رغم الدم الذي يجمعهم. يُحكى أن ملكا كان يحكم دولة واسعة جدا، وأراد يوما القيام برحلة برية طويلة، وخلال عودته وجد أن أقدامه تورمت بسبب المشي في الطرق الوعرة، فأصدر مرسوماً يقضي بتغطية كل شوارع المملكة بالجلد، ولكن أحد مستشاريه أشار عليه برأي أفضل، وهو عمل قطعة جلد صغيرة تحت قدمي الملك فقط.
ما نحتاج إليه، تغيير المقصّر فقط، ولكن للأسف، سرعان من نسمع عن خبر تغيير رؤساء الجامعات، مما يعني أن متخذ القرار نظر لها ولرؤسائها بنفس النظرة، دون الأخذ بعين الاعتبار من أنجز وتميز، ولا سمعة الجامعة في الخارج، والتعليم العالي الأردني.
وأخيراً وليس آخراً أخي متخذ القرار العزيز: تحية طيبة وبعد،، فأشير إلى حبي لوطني، وعشقي لجامعتي، ورغبة مني ومن كل مخلص ومنتمي لهذا الوطن المعطاء، بأن تبقى مؤسساتنا التعليمية في الصدارة كالعادة.
أقترح دعم المنجز صاحب الخطة الراقية، وتنبيه المقصر، وتغيير المتخاذل، فالتغيير مبادئ وأسس وأهداف، ولا يكون للأشخاص فقط ولكن في أفكارنا نحو مناصبهم وأهميتها، هكذا تقول أمهات الكتب التي قرأتها في التغيير والتي أتمنى أن تقرؤها. فكم أتألم عندما يتم سؤالي بين الحين والآخر: من هو الرئيس الجديد لجامعتكم؟