في النفس هوىً لا يقاوم لإربد، فهوائها عليل، وأرضها معطاء، ودمائها حرة، وعطائها بلا حدود، فمنها الشهيد الأردني الأول على ثرى فلسطين الطهور ، كايد مفلح العبيدات، الفارس وشيخ العشيرة، سيف لا يلين لعدو ،ولا يرقّ لمحتل ، قول وفعل ، وأفعال تسبق الأقوال ، ودماء نقية ندية طاهرة لا تجف .
وعلى أرضها درج شهيد المغرب العربي نجيب البطاينة ، رفيق عمر المختار في مقاومته للمحتل الإيطالي ، عزيمة لا تفتر ، وشهادة لا تعرف الحدود ، اقسم للإسلام والعروبة وبرّ بالقسم ، فسالت دمائه الزكية على نجوع ليبيا وروابيها ....
ومن رجالاتها الأفذاذ عرار شاعر الأردن بلا منازع ، عشق الأردن عشقا لا يعترف بالتنازل ، وأنفة عالية لا تعرف القسمة ، وكبرياء في حب الوطن لا يعرف الحدود ، حذر من سايكس بيكو وأعوانه ، ومن بلفور وأدواته ، ولم يمت إلا وقد أهدى الأردن قرة عينه وصفي الإنسان ، وصفي أهزوجة الزمان والمكان ،ترويدة الأردنيين التي لم تتكرر ، فكر بنّاء ، وعطاء لا ينضب ، ونكران بلا سقف ، وإيثار لا ينقطع ، ومودة دائمة ، وروح عذبة المورد ....
ومن عزوتها أبو علي عون الخصاونة، رجل بحجم المرحلة، استوعب الجميع ولم يستوعبوه، احتوى الوطن بكل تفاصيله وتشنجاته في أحلك الظروف وأصعبها، أرادها حلولا ناضجة طويلة الأمد، تستوي على نار هادئة، تعالج جميع قضايا الوطن كبيرها وصغيرها
جاء ليعمل عمل الصالحين في زمن الفاسدين، فلم تستوعبه المرحلة ورجالاتها، فدسوا له وحرضوا عليه ، فرحل قبل أن ينضج عمله، وتؤتى ثماره ، فثمار المصلحين لها وقتها وأدواتها وأُناسها .... كل الشكر لإربد الأرض والإنسان والهواء والماء ........ ماهر قطيش القبيلات