عــادات سيئــة تجري في بلدنــا بلا ضابط ولا رقيــب , ولا أظــن مثلهــا في أي من دول العالــم ، ليس فيها فائــدة ـ بل العكس تذهب بالملاييــن هباء منثــورا ، وما تعــود على المواطــن من آثار سـيئــة في راحتــه وســلامتـــه ، ومن تلك العـادات الســيئــة ، الألعــاب النــاريــة التي تصـاحـب الأفـــراح بكـل أشـكالهــا ، وخاصــة الأعـراس التي تقــام في البيــوت أو داخــل بيــوت الشـعـر التي تقــام لأجلهـــا ، والتي يصـاحبهــا أصـــوات مزعجــة ، يجفــل منهــا الكبيـــر قبــل الصغيــــر ، وأحيانـــا تتســاقط بقــايــا الألعــاب المتفجــرة على رؤوس النــاس الجالســين أمــام بيـوتهــم أو في الشــوارع .
إن تلك الأفراح التي يصاحبهــا تلك الألعــاب الناريـــة ، والتي يبالــغ فيهــا أحيانــا إن كان في الوقــت الـذي قــد يتجــاوز منتصــف الليــل ، أو عــدم مراعــاة شــعور الجيــران الذي غالبــا من لديهــم أطفــال يخافــون من تلك الأصــوات ، أو تجعلهــم لا يعـرفــون النـــوم ، خاصــة وأن تلك الأفــراح لم تعــد مقصــورة على أيـــام العطـــل . إن الكثيــر من النـاس لم تعــد تحتـرم الأصــول ومراعــاة ظـروف الغيــر بـل إرضاء لنزواتهــم وأنــانيتـهـــم ، ولذلك بحــاجــة الى أن يأخــذ الأمــن دوره في عــدم إسـتمـرار هــذه الظاهــرة السـيئـــة ، والتي لم تعــد تقتصــر فقط على الألعاب النآـاريــة ، بل أصــوات الفرق المسـتـأجرة لإحياء تلك الأفراح ، والسـمـاعـات المنصـوبــة والتي صوتها يتعــدى مسـاحـات كبيـرة حولهـــم .
والبعـض ممن أعطاهــم الله الخيــر والمــال ، ترافـق أفراحهــم ولائــم فيها البـذخ واضحــا ، علمـا بأن المناطق التي تقام فيها ، فيها من الفقـراء والمحتاجين الكثيـرون الذين ينامون بدون أكل وربمـا لا يجــدون لقمــة الخبــز التي تســد جوعهــم
ولو عمـل أصحــاب الحفــلات والولائــم على إطعــام أؤلئــك الفقــراء والمحتاجيــن ، لنالــوا الشـكـر والتقديــر من أهالــي الحــي ، وجــزاء وثــواب في الآخــرة من الله تعالـــى . ان الأمــن مطالــب اليــوم وحتى نقضي على تلك الظاهرة المبالغ فيهــا ، أن يتخــذ الإجراءات الصـارمــة في معاقبـة كل من يسـبب الإزعــاج لغيــره ، والتي قــد يكون وراءهــا أضــرار كثيــرة ، ولما تعـود بالضرر على الإقتصـاد الوطني التي تذهب تلك الملايين بــلا فائـــدة منهـــــــا .