قطفت " الصنيعة إسرائيل عجل له خوار " معبود العم سام الأمريكي نصف ثمار اتفاقية اوسلو بالخلاص من الانتفاضة المباركة في الضفة الغربية في حين خسرت في غزة و أجبرتها المقاومة الباسلة على اخلاء قطعانها من مستوطناتهم و تفكيكها وانسحاب عسكر شارون مذموما مدحورا .. و فشل مشروع غزة _ أريحا أولا .
سادت محاولات آنذاك اخضاع غزة.. لكن الله تعالى أبى و أراد لغزة أن تبقى حرة شامخة و شوكة في حلق الغزاة و عملائهم ..انتقلوا ال اتفاقية كاوسلو يتم ترتيبه الآن مع الغزاة في مفاوضات قد تقررت نتائجها سلفا قبل أن تبدأ.. تسمى في العلن مفاوضات فلسطينية إسرائيلية .. ولا مانع من أن يصيح " الديك " في أذن " الأردنيين " بعد كل جلسة يزعم أنه يطلعهم على نتائج المباحثات أولا بأول ولا ندري هل هم أردنيون حقا هؤلاء الذين يزعم الديك أنه يطلعهم على نتائج المباحثات ام انه يقصد فريق البحر الميت .
قلنا يسمونها في العلن المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية اما اسمها الحقيقي فهو " عمان _ أريحا أولا " . يبدو أن حكومة عمان لها كامل الثقة بفريقها المفاوض " فريق البحر الميت " المطلع أولا بأول على نتائج المباحثات..
اما في النهاية و عند الجلسة الأخيرة المختصة بمراسم التوقيع فسترسل لهذا الغرض شخصية "أردنية بحق و حقيقي " لكي يظهر للشعب الأردني انه هو الذي وقع و لهذا يصر النظام الحاكم في عمان على وجود برلمان مدجن مطوّع للمصادقة بأغلبية مريحة على هذا الاتفاق المشؤوم ..
اتفاق الوحدة الجديدة الذي سيأتي بعد اعلان الدولة الفلسطينية المستقلة التي لا يزيد عمرها عن عام واحد ثم تلحق بالأردن بمصادقة البرلمان الأردني بموجب هذه الوحدة الجديدة سيحمل الشعب الفلسطيني جواز السفر الأردني كما حصل بالوحدة الأولى تمهيدا لترحيلهم إلى الأردن وفي هذه المرة سيلغى أسم فلسطين نهائيا وهذا الشئ الذي ندم الغزاة على أن لم يفعلوه في حرب حزيران 67 ولكن لا بأس عندهم من تحقيقه الآن وان جاء متأخرا في نظرهم .
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا .. هل يقبل الشعب الفلسطيني و الشعب الأردني بهذه المؤامرة التي تسمى " وحدة " كما انطلت عليهم خديعة و مؤامرة الوحدة السابقة التي تم بموجبها ترحيل 2 مليون فلسطيني إلى الأردن بحجة انهم يحملون جواز سفر أردني .
وهل يقبل الشعبان أن تتآمر عليهم حفنة عملاء من الجانبين رضوا أن يكونوا خدما لمشروع الغزاة الصهاينة مقابل كراسيهم و ملذاتهم ؟! .
لا أريد أن أتحدث بأسم أحد و لكنني واثق من أنهم لن يقبلوا .. وسيقولون لا و ألف لا لمشروع عمان _ أريحا أولا ولمؤامرة الوحدة الجديدة لأن أريحا حسب المخطط ستؤول للغزاة و يصبح الواقع عمان اولا و أخيرا فقط .. وقد قالها بعض الغزاة بملء أفواههم وهم في موقع المسؤولية أن الأردن هي فلسطين و هذا ما يعملون عليه بتواطؤ مع حفنة من العملاء في الجانبين .
ترى اذا كان الشعب الفلسطيني مغلوبا على أمره مهجرا او تحت الاحتلال .. فهل الشعب الأردني أيضا مغلوب على أمره او تحت الاحتلال ؟!.