اين نحن من تطورات الازمة السورية علي خضر الشامي هل للأردن مصلحة في ضرب سوريا وإسقاط النظام فيها ؟ وإذا كان هناك مصلحة فعلى الحكومة مكاشفة الشعب اولا واخذ رأي الناس في انعكاسات هذه المشاركة على البلد والمواطن الاردني .
المتابع للمشكل السوري وانعكاساته على جيرانه وخاصة القريبين منه. يدرك حساسية هذا الوضع وآثاره الجانبية على جميع الاطراف المتاخمة لسوريا ،ناهيك عن اثرها على الاردن والذي سيكون مضاعفا عن غيره من دول الجوار لما للأردن من عوامل مشتركة مع سوريا اقتصاديا واجتماعيا يضاف لها السيل الجارف من اللجوء السكاني نحو الحدود الاردنية والذي نعاني منه قبل اندلاع اي مواجهة عسكرية فما بالك بعدها.
هناك تضارب في الموقف الاردني من هذه المسألة بين السلطة السياسية والعسكرية بينما رأس النظام مازال موقفه شبه رمادي ،لا نعرف السبب ولكننا متأكدين من حساسية هذه المسألة وانعكاساتها في علاقات الاردن العربية والدولية.
ففي حين كان موقف الطرف العسكري واضحا وجليا كما اظهره رئيس هيئة الاركان في اجتماع رؤساء جيوش عدد من الدول والذي عقد هنا مؤخرا ولا يدع مجالا للشك وهو الرفض الحازم لأي مشاركة اردنية بالرغم من الضغوط التي حاول البعض بأموالهم تغيير هذا التوجه .
نرى من الناحية الاخرى تذبذب ان لم يكن غموض في الموقف السياسي للتوجه الحكومي في هذه القضية بين مؤيد مرة ومعارض عن استحياء مرة اخرى ،فالتصريحات الاعلامية بين تأييد ومعارضة لا تقف عند حد معين او موقف صريح وواضح.
ان الاردن اكتوى بنار المشكل السوري منذ اندلاعه بفتح حدوده على الغارب للجوء السوري دون الية لهذا اللجوء الذي قد يحمل في ثناياه خلايا مندسة او نائمة تحاول استغلال الوقت المناسب للقيام بأعمالها الارهابية للإخلال في الامن والنظام في البلد لحساب اطراف يحاولون العبث في امن واستقرار الاردن فقد تم اكتشاف والإعلان عن العديد من الحالات لولا العين الساهرة لقوات الامن وحرصها وحذرها الشديد ومن كان السبب في هذا؟ الاطراف التي تحاول اغراء الاردن ماليا للخروج عن مبادئه الراسخة اين كانت من مشكلة دعم اللاجئين السوريين والتخفيف عنهم ومساعدة الحكومة في مواجهة هذا السيل من اللجوء .
هذه الدول كانت لها ايد الطولى في تشريد مئات الالاف ان لم نقل الملايين من الاخوة السوريين بإذكائها الفتنة بين صفوف السوريين واستقطاب المرتزقة ودعمهم بالسلاح والمال لتدمير سوريا ناهيك عن الفتاوى التي اجازوها من جهاد مناكحة وغيرها لتمرير مخططاتهم والتي لن تخدمهم في النهاية بقدر ما ستنقلب عليهم والمجاهدين الافغان في ثمانينات القرن الماضي وما افرزوه لاحقا لأكبر دليل على غباء توجهاتهم وضحالة خططهم وضيق افقهم وتفكيرهم وتأكيد ان ما يقومون به هو فقط تنفيذ تعليمات تفرض عليهم ليس إلا دون التفكير في مآلاتها ونتائجها الانية والمستقبلية عليهم وعلى شعوبهم.
كلمة اخيرة الاردن ليس كغيره من الدول التي تحاول اذكاء الفتنة وتمرير مخططات مشبوهة سوف تنقلب على كل من يروجون لها بأموالهم او بإعلامهم. فنحن اكتوينا بما فيه الكفاية من مشاكل النزوح واللجوء منذ اواسط القرن الماضي حتى الآن ونعرف ضريبة هذا النزوح علينا وعلى غيرنا وآثاره الجانبية علينا وعلى مقدراتنا المتواضعة والتي لا تحتمل القسمة الآن بعدما كانت تحتمل في السابق.
كما اننا لسنا بمعزل عن محيطنا وعن ما يحاك لهذا المحيط ولسنا بحاجة الى مغامرات نعلم مسبقا عواقبها علينا . فالأمر لا يحتمل وكفانا ما فينا من غلاء وتضخم وزيادات مضطردة في الاسعار والضرائب وهذا ليس هروبا من المسؤولية ، فالأمر اكبر وأقدس من ذلك بكثير.