ربما يندهش القارئ بذكاء ذاك الثور، الذي كان يطلق عليه اسم (ثور دار عايد) والموجود في قرية الشجرة إحدى قرى لواء الرمثا قبل عشرات السنين ، حيث كان بعض رجال البلدة في المساء يقومون بالتحدث أمامه بوجود العشب بكثرة في الموقع الفلاني ، مثل منطقة (المغرقة) وما أن يطلع الصباح ، وإذ بهذا الثور قد تواجد في نفس المنطقة التي تحدثوا عنها بالأمس ، وقد أكل تلك الأعشاب .
حتى أن بعض الفلاحين بات يصيبهم الغيرة من ذاك الثور الذكي ، فيذهبوا للتحدث أمام ثيرانهم بوجود العشب في مناطق معينة ، لكن لا حياة لمن تنادي ، فيجدوا ثيرانهم في الصباح نائمة في زرائبها ، أو في مكان آخر.
وهكذا هي الحكاية مع مفتشو الأسلحة الكيماوية ، وأسلحة الدمار الشامل ، فهم على دراية تامة ، ويقين قاطع، بوجود الأسلحة المدمرة والكيماوية بين أيادي الصهاينة اليهود ، لكنهم يبحثون عنها في مكان آخر ، كما فعلوا في العراق ، عندما دمروها وأشعلوا الحرب فيها ، ونهبوا بترولها ، وشرّدوا شعبها ، ويتّموا أطفال العراق
لكن هل ستذهب أمريكا وحلفائها للشام للبحث عن أسلحة الدمار الشامل وتترك إسرائيل ؟ وهل سيحدث للشام كما حدث في بغداد؟ لكن لو بقي ذاك الثور الذكي على قيد الحياة لأراح العالم من تلك الحروب ، ولساعد مفتشو الأسلحة على مواقع الكيماوي ، وأسلحة الدمار الشامل .....رحم الله أيامك يا ثور دار عايد.