قـادتنــا وزعماؤنــا العــرب والذيــن يطوفــون الدول الأجنبيـــة شــرقــا وغربــا وشـمالا وجنوبــا ، يـرون بأم أعينهــم كيف وصلــت الدول ، من رقـي وتقــدم في جميـع المجــالات ، بخطــى سـريعــة ومدروســة ، ونحن بقينــا في محلنــا وربمـا تراجعنــا إلى الخلف .
لا تملك تلك الدول الصفــات الخارقــة أو الإمكانيــات التي نعجــز أن نوفــرهــا ، بل يملكـون الإدارة الجيـدة والصادقــة ، والتي طوعــت كل ما يتوفـر في بلادها من أجــل التقــدم والإزدهار لهــا ، ونحــن بكل ما نملك من خيــرات في باطــن الأرض مكتشـفة أو ما زالــت تنتظـر الإسـتثمار ، وعقــول وخبــرات ربما لا تتوفـر في أي بلد آخــر
لم نحســن الإدارة ولم نستغل إمكانياتنا استغلالا صادقــا ، بل فرط في أشــياء كثيرة منها ، أو تباع بأرخص الأسعــار ، أو ترك ما نحن نحتاجــه وغيرنا مدفونا في باطــن الأرض بلا فائــدة . بعض تلك الدول الأجنبيــة أخــذت من أخلاق الإسـلام ما تركناه نحن المسلمين ، فتقدمــت حضاريا وثقافيــا واجتماعيــا ، فكان الصـدق في العمل والإلتزام بالأخلاق ، وغير ذلك مما لا يحتاج الى الإنسان عندهم رقيب ولا حسيب
كل يعمل بضميره ويقدم ما يستطيع من جهد وإتقان في العمل كي تتقدم بلاده ، والتي هي أيضا أعطتهم بقدر ذلك من تأمين لهم ولأبنائهم على الحياة ، وتسهيل كل أمورهم المعيشية ، والإهتمام بكرامتهم وحقهـم في العيش وإبـداء الرأي .
ان إمتنا العربية التي تتصارع مع بعضها البعض وأحيانا مع غيرهــا ، أحوج ما تكون الى أن تجمعها كلمة واحدة وموقف واحد ومصلحة واحدة ، ونحن نملك من المقومات ما يرسخ ذلك ، أكثر من الدول الأوروبيــة التي سبقتنا في وحدتها واندماج بعضها مع بعـض ، مما جعلها دول متقدمــة ، ويسـودها الأمــن والســـــــــلام.
ان الأمل أن تزول الأنانيــة بين دولنا العربيــة ، ولا تبقى الدول الغنية فيها تتحكم بالقرار ، وتتدخل في شؤون غيرها بحكم أنها تملك المال ، كما هو الحال الآن ، دون أن يكون التدخل من أجل تحسين الدول المحتاجــة ، وحل المشاكل العالقة في بعض الدول التي كانت من أسـباب الإقتتال فيها ، وانعدام الأمن والاستـقــرار فيهـــــــا.