بات جلياً ان جزءاً لا باس به من الشعب المصري الواقف اعزلاً في ميادين وساحات مصر منذ بدايات شهر رمضان المبارك قد تعرض لهجمة مرتدة عنيفة سفّاكة للدماء صالت وجالت بخيلها ورجلها وعدتها وعتادها وجندها وقناصتها بين ابناء الشعب المصري العزّل المسالمين .
وبات من الواضح ايضا ان هناك امرٌ دبّر في غياهب الليل المظلم في محاولة شرسة للانقضاض على مكتسبات ثورة( فبراير ) المصرية على امل معاكسة قوانين الزمن وبديهيات التاريخ للعودة بمصر الى الوراء ولو كان الثمن فتنةً تطل برؤوسها كسِفاّ كقطع الليل المظلم او كظلماتِ في بحر لجّي عالي الموج ... فاغراّ فاهّ ومكشراّ عن انيابه يوشك ان يبتلع نيل مصر وتراب مصر وابناء مصر .
كيف لعصبةٍ (قرامطية !) ... متنكرةً بثوب المدنية وتدعي الحرص على الديمقراطية ... ان تعضل الشرعية وتنكر لارادة الشعب وتدير ظهرها لمخرجات صناديق الاقتراع في انتخابات حرة ونزيهة ثم لا تلبث ان تكرّ بجندها وشرطها على ذاك الشعب المسالم فتسفك الدماء وتنثر الاشلاء وتيتم الابناء وتثكل الامهات وترمل النساء عقب شهر رمضان الذي انزل فيه الذكر هدىّ ورحمةّ للناس وفي شهر شوّال اول الاشهر المعلومات للحج الى بيت الله الحرام .... فماذا هم فاعلون في اشهر الله الحرم ؟!
....هل يمنعون الرئيس المصري المعتقل اذا اراد حجاّ لبيت الله الحرام ؟ .. ام يعضلونه ؟ ام يلبسونه الاكفان بديلاً عن ملابس الاحرام ؟! . ماذا نقم القرامطة من هذا الشعب الواقف على ترابه الوطني الاّ انه يريدُ ان يأكل مما يزرع ويلبس مما يصنع ... الاّ انه يطمحُ الى بناء دولة تقومُ على مبادىْ من العدل والسلام والتداول السلمي للسلطة .
وحوشٌ وغيلان تكشر عن انيابها وقد اغرتها رائحة الدماء واطربها رنين الذهب والفضة وحفيفُ اوراق النقد المزينة بصور العم ..(سام) ... وخريرُ جداول الزيت الاسود الواعدة زوراً وبهتاناً بايامٍ وليالي بيضاء لمن يخضبون اياديهم بدماء الشعوب الناظرة للحرية والكرامة ....
لمن على الشعب نكصوا بسلاح الجيش المصري النظيف الناصع بايدي جنود مصر التي اقتحمت يوما خط بارليف بصدور جنود مصر التي فضلت الموت في غابر الايام على ان تولي الادبار بعيون جنود مصر الناظرة بحسرة والم نحو مآذن القدس وقبابها وبيت لحم واجراسها وهي تشكوا هذه الايام من هجمة استيطانية صهيونية غاشمة .
تلك الايدي الطاهرة والقلوب الطيبة لا ولن ترتضي ان تتغول على ابناء مصر وشيوخ مصر ونساء مصر ولن ترتضي في يومٍ حالك وموقفٍ شائك ان تعتب عليها مياه النيل وتسبها رمال مصر ويهجوها شعب مصر قائلاً: اسدٌ عليّ وفي الحروبِ نعامةٌ .... ربداءُ تنفرُ من صفير الصافرِ هلاّ برزت الى غزالةَ في الوغى ..... أم كان قلبك في جاح طائرِ