في الماضي كنا نرى الجيوش في ثكناتها لا تحرك ساكناً تجاه ما كانت تعيشه وما زالت تعيشه فلسطين من اعتداءاتٍ اسرائيلية على الشعب الاعزل وكان التذمر والغضب ظاهراً بسبب الصمت من جانب الساسة والرروساء.
اما اليوم فواقعٌ عربي يندى له الجبين تعيشه الدول العربية الابرز والتي عُرفت عبر التاريخ الحديث بدورها المفصلي في ما دار ويدور من تطوراتٍ سياسية خاصةً تلك المتعلقة بالصراع العربي الإسرائيلي, والربيع العربي, أن هذا الواقع المؤسف المؤلم يتمثل باستهداف الجيوش وعسكرة الدول عبر توظيف أصحاب المصالح الضيقة على كافة المستويات من أجل تحويل الجيش بدلاً من ان يكون ضمانةً لأمن الدولة يصبح أداة بيد المتأمرين للنخر في جسد الدولة وإضعافها.
ومن صور هذه المؤمرات استهداف الجيش العراقي فبعد فشل محاولات الحصار التي استمرت لأكثر من عقدٍ من الزمان تم اسقاط هذا الجيش والدولة بأكملها من خلال الغزو ( الأنجلو أمريكي) حيث تحولت العراق إلى دولة طائفية تتحكم فيها القوى الاقليمية والدولية.
وفي سورية فقد اصبح جيشها أداة بيد من يريد البقاء في السلطة يستخدمه في قصف المدن والقرى السورية ,إضافة إلى تحويل هذا الجيش إلى جيشٍ طائفي ومنقسم بين منشقٍ وسني وعلوي فهو لم يعد ذلك الجيش الذي من المفترض ان يحمي الشعب السوري الذي هو في الاساس جزءٌ منه فالمؤامرة وحب السلطة عصفتا به في مهب الريح
اما مصر فجاري تدمير صورة الجيش فيها من خلال عسكرة الدولة السياسية عبر الانقلاب على الرئيس المنتخب بدايةً ومن ثم تعيين محافظين جُدد من المؤسسة العسكرية وانتهاءاً بفض اعتصامات الاخوان المسلمين باستخدام الرصاص الحي
إذن فصورة الجيش المصري التي رُسمت عقب ثورة يناير لم تعد كما في السابق فالجيش والأمن اليوم يستهدف ما كفلته المواثيق الدولية من حريات في التظاهر والتعبير عن الرأي. إذن فالنظر إلى صورة الجيوش بهذه الدول يجد بأنها ليست فقط عاجزة عن ردع من يهددها بل أصبحت موجهةً ضد دولها وشعوبها.