ربمـا معظــم المشاهديــن للتلفزيــون ، والمتابعيــن للبرامــج الهادفــة ، قــد تابعــوا وانتظـروا بشـغف "برنامـج خواطــر" الذي كان يقدمــه الشـقيري على قنــاة mbc يوميــا في شـهر رمضــان المبــارك . أما المسـؤوليــن والذين من المفترض أن يتابعــوه ، لأهميتــه ولكــي يأخــذوا منه الدروس والعبــر ، فربما قلـة منهـم من كان يتابعـه أو حضـر بعض من حلقاتــه . طـاف البرنامج بنا معظـم الدول الأوروبيـة وأمريكــا ، وبعض الدول الآسيـوية وغيرها المتطـورة في صناعاتها ، والتي تبتكـر كل ما هـو جيد ومريــح من أجـل المواطـن فيهــا .
رأينـا النظــام والعمـل الجـاد والمخلص والمتقـن من الموظفين والعاملين فيها كما هــو الحـال في اليابــان ، والكل يحاول أن يقدم أكثر وأفضل ما لديـه من أجل خـدمة وطنــه وتقدمــه،رأينـا في السـويد والمانيــا وغيرها الإبتكـار من أجـل أن تكون بلادهم في منتهـى النظافــة ، وأن لا يكون هناك من بقايا القمامة شـيئا بـل يدور كل شـيء ويعاد تصنيعـه وتجديده ، واستغلاله وخاصـة للتربــة بدلا أن يرمى ويهمــل ، وكيـف أن السـويـد مثلا تستورد القمامـة من بعض الدول القريبة منها من أجل إعادة استغلالــه وخاصــة في الطاقــة .
ورأينــا في بريطانيــا مثلا كيف يتفاخـر الأبنـاء في من استطاع أحـد من أباؤهم في العمل كسـائق ، ويشـار لــه بالبنــان ، لأن السـائق لا يحصل على هـذه الوظيفة الا بعد إجتياز الرخصة التي تؤهلـه لذلك ويستغرق الحصـول عليها حوالي أربــع ســنوات من الدراسـة النظريــة والعمليــة ، ويصبح ملما وعالما بكل شـوارعها وتفرعاتها مما يجعل تعامله مع المواطن بسرعة ودقــة .
هذه بعض الأمثلـة ولسنا في تعداد ما رأيناه من ابتكارات وأسلوب في الحياة في تلك الدول ، ولكن القصد أن الفرق بينهم وبيننا هو ما جعلهــم يتقدمــون بهـذه السرعــة ، ويأخــذون من التعاليـم الإسـلاميـة ما جعل الصـدق والأمانة والإيثــار ســمة وطبــع من سـماتهـم وطباعهــم ، علما بأننا نحن المسلمون أحق أن نسير ونعمـل بهــا ، ولكن للأسـف لم نأخـذ منها الا القليـل ، مما جعلنــا نتـأخــر كما نحــن عليــه .
إن العرب لن ينقصهم شـيء من العقـل والفهــم والعلــم ، ويستطيعـوا أن يتفوقوا على الغرب في كل شـيء لو أرادوا ذلك وأحسنت الإدارات والمسـؤوليــن في هذه الدول العمل والتوجيــه ، وكانت السباقة والمثال والقدوة التي يحتذى بالإخلاص في العمل من أجــل الوطــن ، وتخلت عن الأنانيــة والمصلحة الشخصيــة .
وتخلصــت من الطمــع والتفكيـر بالكسـب الغيـر حــلال ، واعتمــدت الشفافيـة والنزاهــة في التعييــن حسـب الكفاءة والجـــدارة وليست القرابــة والمصلحــة هي المقيـاس والمعيــار في ذلــــــــك