لحية الشيخ ٣٠ تموز ٢٠١٣ مر ابو يوسف ذات مرة بقريه نائيه على اطراف سيل شتوي موسمي في طريقه لزيارة أحد الاصدقاء في قرية مجاوره،راع ابو يوسف تجمهر أهل القريه في وسط الميدان،من كثرة الهرج و المرج ازداد فضوله لمعرفة ماذا هناك.
اخبرته عجوز على الناصيه بانهم في صدد اختيار زعيم للقريه. اختيار، يعني انتخاب يعني ديموقراطيه. التهب فضوله و اشتعل،يريد ابو يوسف ان يفهم كيف ذلك في هذه القرية النائيه،كيف تتم العمليه و هل يوجد مرشحون و هل نظرية الصوت الواحد هي السائده.
هل هنالك دوائر انتخابيه،هل يشرف عليها مخفر شرطة القريه،هل الشاويش منحاز لمرشح معين و هل و هل و هل. علم ابو يوسف ان هناك مرشحين إثنين لزعامة القريه،يعني تيارين، التيار الديني و يمثله أبو تميم امام جامع القريه ،والتيار الوطني بزعامة أبو صقر شيخ العشيره الكبرى و العشائر المتحالفه معها.
لمح حكيم القرية ابي يوسف و انتبه الى اسئلته و فضوله. استغل الحكيم هذه الفرصه و اشار على الجميع بانتداب الغريب ابا يوسف ليفصل في هذا الموضوع،اختاره ليستفيد من خبرات اهل المدينه و الخبرات الوارده و المستورده في الدول و المدن المتقدمه.
اختاره ليستفيد الجميع من خبرته و يصع معايير و اسس اختيار الزعيم. وجد ابو يوسف نفسه في وسط الحدث و عليه اعطاء الرأي في كيفية الاختيار، اقترح ابو يوسف امتحان ثقافي ضغير للمرشحين يختار اهل القريه بعدها الزعيم. طلب ابو يوسف من المرشحين الاثنين كتابة كلمة أفعى على الارضيه الرمليه في وسط الحويطه.
بدأ امام الجامع ابو تميم و خط بيدة و خطه الجميل كلمة أفعى واضحة،شيخ العشيرة أبو صقر لا يعرف الكتابه فرسم بعصاه أفعى على الرمل. فات الامام أبو تميم ان جل اهالي القرية لا يعرفون القراءة و بالتالي فهموا رسم شيخ القريه ابو صقر و لم يفهموا خرابيش الامام ابو تميم.
فاز شيخ العشيرة ابو صقر زعيما بالاجماع، استشاط الامام غضبا وقرر الانتقام و حلف امام أنصاره بانه سوف ينتف لحيه ابو صقر،و انتم تعرفون ماذا تعني اللحيه في العشيره و خصوصا لحية شيخ العشيره فهي رمز الزعامة و الوجاهه.
في طريق عودته من الزياره مر ابو يوسف في القريه ووجد بان الامام اصبح زعيما للقريه. كيف تم ذلك قص عليه الحكيم قائلا؛ ادعى الامام ابو تميم المرض بعد الانتخابات و لزم الفراش و زاره الجميع للاطمئنان و الاستفسار و كيف المساعده و ما العمل.
اخبرهم الامام ابو تميم انه حلم بان علاجه يكون بثلاث شعرات من لحيه شيخ العشيره ابو صقر يضعها لمده يوم تحت فراشه، ذهبوا للشيخ ابو صقر في طلب الشعرات الثلاث سعيا لشفاء ابو تميم.
و كعادته طيبا كريما متباهيا بان شعر لحيته فيه الشفاء. اعطاهم ابو صقر خمس شعرات بدلا من ثلاث. و ضعها ابو تميم تحت فراشه وقام من فراشه قويا مشافى في اليوم التاي حسب خطته،وهكذا اصبحت شعرات لحية ابو صقرعنوانا و رمزا للشفاء.
شاعت هذه الحكايه في القريه و القرى المجاوره و اصبح الكل ينشد شيخ العشيره ابو صقر لطلب عدد من شعرات لحيته كلما ألم بهم مرض أو كرب طمعا في الشفاء. و طبعا شيخ العشيرة و زعيمها بالانتخاب لا يرد طلبا لاحد.
ما فتأ أبو صقر يعطي من شعر لحيته حتى أصبح أملطا بلا لحيه و لا شعرا فيها يعطيه. و لا شكلا يناسب زعيم قريه، اضطر للاستقالة و الاعتزال بعيدا و توارى عن الانظار.
خلت الساحة لإمام الجامع و هو المرشح الثاني،وأصبح إمام الجامع أبو تميم زعيما للقريه. و لكن الى متى. فقط لحين نمو لحية شيخ العشيره أبو صقر،نصح أبو يوسف إمام الجامع،بان يستفيد من فترة ولايته اقسى استفاده. لانها سوف تكون الاخيرة له و لجماعته في زعامة القريه،لن يستطيع ألإمام أن يفوز في ولاية ثانيه،هي لحية واحده و تم نتفها مرة واحده، ولن تنتف مرتين.
اللهم اجعل في لحانا شفاء لهم.
بقلم د. فاضل الزعبي ٣٠ تموز ٢٠١٣