مقال قصير علقوا اللنمبات خالد العلاونه اللمبه ويقال اللنبه والبعض يسميها اللمظه ، كلها تسميات للمصباح الكهربائي الذي اخترعه أديسون ويتم تعليقه في سقف المكان لإضاءته .
كنا منذ زمن بعيد كلما حل بنا فرح أو مناسببة سعيده ، كالزواج أو الطهور أو نجاح طالب في التوجيهي أو تخرج طالب من الجامعه ، أو حتى عودة مسافر من الغربه ، نسارع الى تعليق حبل كهربائي مرصع بمجموعه من اللنبات أو اللمبات أو اللمظات للدلالة على وجود فرح او مناسبة هنا ، فيجتمع الاحبة والاقارب والاصدقاء ، ويبدأ السمر ، وتستمر السهرة حتى ساعات الصباح الاولى ، وكانت تتكرر هذه السهرات لعدة أيام تتخللها بعض الفعاليات ، مثل الدبكة أو الدحية أو السامر حسب عادات كل منطقة ، وقد تمتد هذه السهرات الى أكثر من اسبوع ، وسمعنا من كبار السن أن السهره ( أو التعليله) كما كانت تسمى تستمر الى أربعين ليله حسب الوضع الاجتماعي والمادي لأهل العريس أو الناجح أو الخريج
وكانت الفعاليات كثيرة في التعليله ، لكنها ظلت تتقلص الى أن اقتصرت في وقتنا هذا الى ليلة واحده . ثم أصبحت عبارة ( علقوا اللنبات) عبارة للتندر تقال لمن يتوقع تحقيق انجاز ما في حياته في الوقت الذي لا يتوقعه له الناس ، فإذا قال مرشح بالانتخابات على سبيل المثال ( انا الناجح وشعبيتي كبيره ومعي صوات كثير ) بينما الناس يعرفون أن كلامه بعيد عن الواقع ، فيقولون له على الفور ( علق اللنمات) ، واذا قال شخص انه ذاهب الى فحص سواقه وسيحصل على الرخصة من أول مره
وهو معروف بعدم معرفته بالسواقه على الفور يقال له (علق اللنبات ) في دلاله على السخرية أو الاستهزاء ، وهذا ينسحب على كثير من المواقف كأن يدعي فقير أنه سيشتري سيارة فارهه ، أو ان شخصاً ما يدعي انه سيعين في منصب كبير ، او انه سيحصل على شهادة علميه ....... الخ . ما دفعني الى هذه التذكير باللنمبات هو الاخبار التي نسمعها بين الحين والاخر عن مكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين ، حيث الاسهاب في الحديث عن محاكمة فلان وجلب فلان وفتح الملف الفلاني ، والبحث عن المبلغ الفلاني في المؤسسه الفلانيه ، كلها اعمال نعرف أن الحكومه عاجزة عن القيام بها فنقول لهم ( علقوا اللنبات) .
وجاء الخبر الاهم والذي يتطلب الكثير من الفرح على هذا الانجاز الكبير هو أن الحكومة تؤكد إنخفاض سعر كيلو البطاطا 10 قروش ، فنقول لهم علقوا اللنبات ، فلا بد من إقامة تعليله تليق بهذا الانجاز الرائع العظيم .