الوجع السوري ومخاطر التقسيم اوجاعنا في العالم العربي لا تنتهي ومنها ما نتسبّب فيه نحن انفسنا ومنه ما يتسبّب فيه الغير خاصّة إسرائيل وامريكا والدول الطامعة فينا وبعض تلك الاوجاع تكون لاسباب إقتصاديّة او معيشيّة او سياديّة او نزاعات داخليّة ومجتمعيّة وغيرها..........
والوجع المؤلم للعرب الان هو الوجع السوري فمن جهة لا يوجد توحيد للقوى المعارضة للرئيس الاسد ومن جهة اخرى يستخدم النظام اعتى الاسلحة في مقاومة المعارضين لحكمه وقد اقترب عدد الضحايا حسب بعض وكالات الانباء من مائة الف قتيل ناهيك عن الدمار الكبير للمباني والبنية التحتيّة في المدن السوريّة المختلف
هذا عدا عن الخطر الأكبر وهو ان تكون إحدى نتائج تلك الحرب هو تقسيم سوريا الى دويلات عرقية علويّة وكرديّة وسنيّة ودرزيّة وتركمانيّة وخلافه نظرا لتعدد الطوائف وألاعراق في سوريا الكبرى والتي كانت قبل سايكس بيكو تضم اجزاء كبيرة من الاردن ولبنان عندما كانت سهول حوران تُطعم ناسا عديدين في المنطقة وغيرها وكانت جامعتها يشهد لها الكثيرين في دول كثيرة .
وقد بدأت نذائر التقسيم والإنفصال في منطقة الحسكة في الشمال والشمال الشرقي لسوريا والتي تبلغ مساحتها اكثر من 23 الف كيلومتر مربّع اي اكبر من فلسطين وذات الغالبية الكردية حيث يوجد في سوريا اكثر من ثلاثة ملايين ونصف كردي معظمهم في شمال شرق البلاد إضافة الى العرب والآشوريون مما اثار حنق الاتراك وخوفهم من قيام دولة كردية شمال سوريا الى جوار دولة الاكراد في شمال العراق وكذلك شبهات انفصالية في المناطق الغربية ذات الغالبية العلويّة والتي من اجل ذلك وكإجراء احترازي قام النظام بإجراء تغييرات في ديموغرافيا المنطقة وهذه الحركات قد تُغري الدروز لتأسيس دولتهم الاطرشيّة وغيرهم والله اعلم .
ومن المؤلم في الوجع السوري هو انّ القرار سُحب من ايدي السوريّين واصبح في الواقع بيد امريكا وروسيا وإسرائيل وغيرها من دول عربيّة واجنبيّة تلك الدول هي من يلعب بارواح السوريين الى جانب الدول العربية التي تلعب دورا رئيسا في الازمة بناء على مصالحها واواصر الجيرة او التكامل الاقتصادي ان امكن .
وسوريا هي المتضرّر الاكبر حتى الان بعد ليبيا وما زالت تنزف كل لحظة وما زالت مدنها واريافها وبواديها تصرخ بشدة وتنادي بأعلى صوتها على معتصم هذا الزمان فلا مُجيب حتّى الان لأن الناس وخاصّة في رمضان يؤثرون متابعة الدراما السوريّة على التلفاز وليس ما يحصل من قتل ومآسي على الارض وفي باب حارتهم .
ان الوجع السوري يسبب الما سياسيا واجتماعيا واقتصاديا في دول عربية كثيرة وخاصة دول الجوار الاردن ولبنان والعراق لتشابك الظروف ومنها ضبط المنافذ البريّة وتهريب الاسلحة والافراد وقوافل اللاجئين وتغلغل اعضاء حزب البعث في تلك الدول كل ذلك يجعل الوضع حرج جدافي تلك البلدان وحدودها مع سوريا مضافا لتلك الظروف تدخّل حزب الله اللبناني بدعم ايراني للقتال بجانب النظام السوري والغارات الاسرائيلية على الاراضي السورية .
كما تأثرت علاقات الدولة السوريّة الدولة المؤسس في الجامعة العربي بدول عربية اخرى مثل مصر ودول الخليج العربي وغيرها ومع ذلك لم يستطع مجلس الامن الدولي من اتخاذ قرار بالاجماع لانهاء الوجع السوري حتى الان نظرا لتضارب المصالح الروسية والامريكيّة في تلك المنطقة الملتهبة لأن كلتيهما يشعر ان من يحوز على المفتاح السوري يتحكّم في المنطقة العربية الشرق اوسطيّة .
حمى الله سوربا ارضا وشعبا ووقاها كل تقسيم ورحم الله قتلاها وشفى جرحاها فكم لسوريا افضال على اكثيرين وانا منهم ففي جامعتها تعلمت ومن خيراتها اكلت ومن مياه الفيجة شربت وقال احمد شوقي رحمه الله. بني سورية اطرحوا الأماني ***وألقوا عنكم الأحلام ألقوا وللحرية الحمراء باب ***بكل يد مضرجة يدق