يقول أفلاطون : ( لو أمطرت السماء حرية لرأيت بعض العبيد يحملون المظلات ). المسرح المصري الأكثر إثارة وتشويق ومتابعة, ما زال يفاجئنا ويجذبنا بكثرة السيناريوهات, فبعد ثورة الخامس والعشرين من يناير والتي أدت إلى إسقاط نظام (اللامبــارك ) الفاسد المستبد
تشهد الساحة المصرية نوبة من الغليان بعدما قام وزير الدفاع الخائن ( عبد الفتاح السيسي ) في حالة خارجة عن المشروع والمألوف بقتل أول تجربة ديمقراطية في مصر من خلال الانقلاب الذي قام به ضد الرئيس المعزول محمد مرسي استجابة لمطالب الجماهير التي دعت إلى تنحي الرئيس ,حيث أعتبر البعض ما حدث تصحيح ثوري وليس انقلاب عسكري .
محمد مرسي والذي وجهت له انتقادات حادة حول عدم قدرته على إدارة شؤون البلاد كما يجب وافتقاده للخطابة ومحاورة الجماهير , واتهامه بأخونة الدولة على الرغم من أن جميع مؤسسات الدولة كانت ضده عند الانقلاب !
المتهم هو وجماعته بأنهم مسلحين وبالمقابل لم يحمل أحد منهم أي سلاح عند الانقلاب ! هو وجماعته إرهابيين وجميع الشهداء كانوا منهم ! تابع لأمريكا وإسرائيل على الرغم بأنه لم يقم بأي زيارة رسمية لهم ! حقــاً السياسة " نجاسة " لا تليق بالأطهار.
لم أتعجب أبداً من البلطجية العسكرية التي انقلبت على الرئيس الشرعي المنتخب وبعض الحشود التي ترى في الحكم الإسلامي تهديداً لمصالحها مثل سفراء الفن الهابط , تلك الشريحة من الشعب التي تقبل أن يحكمها البرادعي , ويدير شؤونها أحمد شفيق , ويتحدث باسمها محمود سعيد , ويعبر عن آمالها عمرو موسى , شريحة لا تستطيع العيش إلا في ظل العبودية .
ولم أتعجب أيضاً من تكالب بعض دول الخليج العربي وموقفهم المؤيد لهذا الانقلاب مثل الإمارات العربية المتحدة والتي اتهمت جماعة الإخوان المسلمين في مصر بمحاولتهم التدخل لإسقاط الحكم فيها, ودعم ومباركة المملكة العربية السعودية أيضاً لهذا الانقلاب لإدراكها خطورة الإخوان المسلمين على الأمن القومي السعودي.
هناك عوامل كثيرة دعمت هذا الانقلاب, منها تخوف بعض الدول المجاورة من امتداد النموذج السياسي الإسلامي في الحكم في حال حقق نجاحاً كبيراً في مصر, لذلك وجدنا العديد من هذه الدول أيدت الانقلاب وساهمت في تدعيمه بشتى الطرق, ولا ننسى دور الولايات المتحدة الأمريكية التي تسعى بكافة الطرق إلى تشويه صورة الإخوان المسلمين والتضييق عليهم فالولايات المتحدة الأمريكية تريد حليفاً لها في الحكم يحقق مصالحها وأطماعها وهذا لا ينطبق على الإخوان .
ولوسائل الإعلام بصمة في هذا الانقلاب , فخلال العام الماضي سعت العديد من القنوات الفضائية المصرية تشويه صورة الرئيس محمد مرسي ونشر الأكاذيب والشائعات,لا سيما أن معظم المسيطرين على وسائل الإعلام المصرية هم من رجال الأعمال الذين تربطهم علاقة قوية مع نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك. وفي مشهد آخر 70% من قيادات الجيش أعلنت رفضها للانقلاب وأعطت الفريق السيسي يوما واحدا ليجد مخرج من هذه الأزمة وإلا سيتم الإعلان رسميا عن موقف تلك القيادات من تأييدها للشرعية ورفضها للانقلاب !
ومن ناحية أخرى قائد التحريات العسكرية رفض الانتظار وقرر الإعلان عن رفضه للانقلاب فتم إقالته وأصبح رهن الإقامة الجبرية ! (هل سينقلب السحر على الساحر ! وهل السيسي يحتضر عسكرياً ! ).
مصر تتجه الآن نحو الهاوية, فما حدث هو بداية نشوب حرب أهلية فعزل مرسي لا يمت للديمقراطية بصلة ولا يبشر بقدوم أي تغيير إيجابي بل سيزيد من تفاقم الأزمة.
واخيراً لو أعدنا صياغة المشهد وعدنا بالذاكرة عام واحد وافترضنا أن أحمد شفيق فاز بالانتخابات مع بقية قطعان الفلول أمام منافسهم مرسي, ولو افترضنا أيضاَ بعد مضي عام من الإدارة البائسة لأحمد شفيق يأتي الإخوان والثوار في ميدان التحرير مطالبين بإسقاط أحمد شفيق, هل كان الجيش سيستجيب لإرادة الشعب ! لكم التعليق
مخــــرج : بعض الشعوب لا تليق بها الديمقراطية .. لأنها شعوب تعشق العبودية .. وتصفق لمن يطأها بقدميه .