آخر الأخبار
  الأردن.. ما المقصود بالمرتفع السيبيري؟   كتلة هوائية سيبدأ تأثيرها من يوم الاحد .. وهذه المناطق قد تتساقط عليها الامطار   "السعايدة" يصرح بخصوص إستبدال العدادات الكهربائيية التقليدية بعدادات ذكية   "ربما سأعود" .. ما حقيقة هذا المنشور لحسين عموتة؟   دونالد ترامب يرشح "طبيبة أردنية" لأعلى منصب طبي في الولايات المتحدة الامريكية   اغلاق طريق الأبيض في الكرك لإعادة تأهيله بـ5 ملايين دينار   الحكومة تعفي السيَّارات الكهربائيَّة بنسبة 50% من الضَّريبة الخاصَّة حتى نهاية العام   أورنج الأردن تختتم مشاركتها في النسخة العاشرة لمنتدى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات   الأرصاد تكشف عن مؤشرات مقلقة للغاية بشأن حالة المناخ لعام 2024   مهم من السفارة الأمريكية لطلبة الجامعات الأردنية   حملات مكثفة بشأن ارتفاع قيم فواتير الكهرباء في الأردن بهذه الظروف   اعلان صادر عن ادارة ترخيص السواقين والمركبات   اعتباراً من اليوم .. تخفيضات وعروض هائلة في المؤسسة الاستهلاكية المدنية   زين تنظّم بطولتها للبادل بمشاركة 56 لاعباً ضمن 28 فريق   بلاغ مرتقب بعطلة رسمية في الاردن   ترمب يرشح الأردنية "جانيت نشيوات" جراح عام للولايات المتحدة   مؤشرات مقلقة للغاية حول حالة المناخ لعام 2024   هيئة الطاقة تدعو الشركات للاستعجال في تركيب العدادات الذكية   مجلس النواب ينتخب لجانه الدائمة الاثنين المقبل   الصفدي يرجح تقديم الحكومة بيان الثقة الأسبوع المقبل

وحدة الصف الفلسطيني هل يمكن أن تتحقق قريبا؟

{clean_title}

في البدء كنّا نلقي باللائمة على العرب ونتّهمهم بأنّهم هم الذين ضيّعوا ثلاثة أرباع وطننا المقدس فلسطين لأنهم انتزعوا منّا قرار تخليص وطننا فلسطين وتفرّدوا بقيادة جيوش العرب التي كانت سبعة وجعلوا دورنا هامشيا في حرب 1948، بينما سلّموا قيادتهم جميعا للجيش الأردني الهاشمي ومن ثم آلت كل مقاليد الأمور لقيادة هذا الجيش وكانت في معظمها بريطانية يترأسها الجنرال جلوب باشا، وكان الأردن مثل مصر والعراق واليمن وبقية الجيوش خاضعة للنفوذ البريطاني

وبالتالي كانت جيوشنا السبعة تحت إشراف بريطانيا التي كانت قدّمت فلسطين على طبق من ذهب ليهود العالم من قبل بلفور وزير خارجيتها في 2 تشرين الثاني 1917 بحيث يقوم لليهود وطن قومي في فلسطين لنواة كيان اليهود تحت الرعاية البريطانية ولم نفعل شيئا ضد الانتداب البريطاني إلاّ خلال ثوراتنا وتحديدا ثورة 1936 وليس ضد الكيان اليهودي الوليد، وكنّا مستهترين إزاءه وننظر إليه وكأنه لقمة سائغة يسهل التهامنا لها في عدة أيام ولم نعره اهتماما ذا شأن إلاّ بعد أن صلب عود هذا الكيان وصار مجال عطف الدول الاستعمارية غربيها وشرقيها، بينما كنّا نحن العرب في الشرق والغرب تحت نفوذ الاستعمار مستضعفين في بلادنا.
وبعد تشريد شعبنا عام 1948 عدة سنوات في ظل وعد عربي بقرب يوم التحرير والعودة تململ شعب فلسطين في المهاجر وكوّن شبابه تنظيمات أخذت على عاتقها العمل ذاتيا من أجل التحرير والتخلص من «إسرائيل» المغتصبة واشتعلت الثورة الفلسطينية في كل فلسطين وساعد العرب على تعدد المنظمات وشقّت حركة فتح طريقها وتزعّمت حركة النضال المسلح وحظيت بتعاطف مصر بزعامة جمال عبد الناصر ومعظم الدول العربية وأصبحت ثورة فلسطين ذات سمعة دولية حتى بعد وفاة جمال عبد الناصر.
لكن شاب هذه الثورة المتصاعدة تدخُّل الدول العربية ومساهمتها في تمزيق الصف الثوري، فكانت لسوريا منظمة الصاعقة وللعراق منظمة الجبهة العربية ولمصر من يسير في خطها، وللأردن أصدقاؤه؛ ممّا ساهم في تعدد الشعارات وتعقُّد تبنّي الشعارات، وسادت الخصومات والانشقاقات ممّا أعاق العمل النضالي وتعثره وفقدان تعاطف الآخرين وكان يجب أن يسود الأسلوب الجزائري في ثورته ضد فرنسا، حيث فرضت جبهة التحرير الجزائرية كلمتها وسيطرت خلال ثورتها على ساحة الثورة كلها حتى جنت النصر على فرنسا، بينما تركت حركة فتح الأمور سائبة رغم أنّ هناك منظمات كان يجب أن تختفي وتذوب في كيان المنظمة الأم وتخضع لإرادتها وتتوحد الكلمة ويتوحد الصف ويتكاثف العمل النضالي وتتضاعف الثمرة فكان أن تركنا سوس الفرقة يمزق الصف ويزيد من العثرات والمعوقات إلى أن أصبحنا كماً مبعثرا وكيانا مهملا دوليا وأصبحت كلمتنا غير مسموعة، ووقّعنا اتفاقا منفردا مع «إسرائيل».
ثم قامت «إسرائيل» بالتنكر لهذا الاتفاق الذي لم يكن واضح المعالم ولم يجمع كل الشعب الفلسطيني على هذا الاتفاق، بل إنّ دولا عربية حرّضت على هذا الاتفاق ممّا ساهم في ظل القيادة الفلسطينية الحالية على ضعف الإرادة الفلسطينية والموقف الفلسطيني، وفقدان المؤازرة الفعلية القوية من قبل الأنظمة العربية. ولا شك أنّ سيرنا مدة عشرين عاما في طريق التسوية المخادعة والسلام الزائف وسيطرة حركة فتح وحيدة على القرار الفلسطيني بمساعدة دولية أمريكية إسرائيلية أوروبية في ظل تأييد أو مباركة شبه عربية، لا شك أنّ كل هذا قد ساهم في ضعف الصف الجهادي بزعامة حركتي حماس والجهاد الإسلامي، خاصة بعد أن ساهمت أحوال العرب والفلسطينيين في تسرب اليأس إلى نفوس الشعب الفلسطيني بحيث بات مرغما على تقبل أيّ حل يريده العالم الأعور الذي لا يرى إلاّ بعين واحدة ولا مكان فيه للعدل وسيادة الحق الذي بات ذبيحا.
ومصيبة شعبنا أنّه رزئ في سنواته الأخيرة التي يعيشها اليوم بقيادة تعاكس الواقع وتصرّ على القول بما لا يتفق والحقائق بكلمة «لا» تقولها في كل مكان وباستمرار وتستمر في الجلوس على كرسي السلطة رغم انتهاء مدتها المستحقة وربما انتهاء صلاحيتها والمهم أنّها لا تسأم ترديد عبارات: نريد دولة على كل الأراضي التي احتلّتها «إسرائيل» بعد يوم 4 حزيران 1967 غير منقوصة ولو شبرا واحدا ونحن أحرار في عودة كل الشعب الفلسطيني إلى أراضي دولته المستقلة هذه.
ورئيس السلطة قد يعانق الثمانين عاما بعد عام ولكنه يتكلم ولا يملّ وهو يحرّم على الإطلاق أيّة محاولة من قبل شعبنا للانتفاضة مرة ثالثة ضد الاحتلال، كما يحرّم أيّ عمل ضد «إسرائيل»، وإذا كان هو يراهن على المقادير والصدف فنحن نقول معتمدين على المقادير والصدف ونقول لمتحف عواجيز اللجنة التنفيذية، من يدري فقد تتغيّر قيادة شعبنا ذات الكلمة الزئبقية وقد تتعرض دولة الصهاينة لواقع جديد وظروف خاصة طارئة فتنقلب الطاولة على رأس عدونا ويتدخل سلاح جديد ويأتي نصر الله لشعبنا وتزول الغمّة، وإنّا لنراها واضحة جليّة حيث ستقوم دولة فلسطين بعون الله على كل فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.