العراق - سوريا – الاردن ......عسر ...... ذلك الجزء الذي يطفوا على سطح الاحداث في الشرق الاوسط والذي قد يلعب دورا مهما في وضع المنطقة المستقبلي بل ويحدد علامات دول المنطقة لعدّة سنوات قادمة وقد يؤثّر على بنية وثقافة سكان المنطقة ومعتقداتهم وعاداتهم ويجمع تلك الدول ان كان للهاشميّين دورا في حكمها كما هي الان تحت قيادة الملك الهاشمي عبد الله الثاني ابن الحسين اطال الله في عمره وامدّ في حكمه .
بعد اقل من ثلاث سنوات يكون قد مرّ على معاهدة سايكس بيكو مائة عام حيث تقاسمت الحكومتان الفرنسية والبريطانيّة ارث الدولة العثمانيّة التي خرجت كما العرب مهزومون شر هزيمة امام قوى الطغيان وقد كان للفساد العثماني والجهل العربي العاملين الاهم في تلك الهزيمة التي كرّست الإقليمية العربية وثبّتت حدودا للتفكير العربي وتشتيتا لضمائرهم وتحجيما لعقولهم حيث اننا تجاوزنا الحضيض والقاع الذي كان مُتوقّعا لنا في حينه .
هناك سيناريوهات كثيرة وخرائط اكثر في برامج السياسيّين واكثر منها في مخيّلة الفنّانين واعمالهم وغيرها في كتابات الكتّاب والصحفيّين وتحليلاتهم وكلّها تصبُّ في نهج التقسيم والضعف والهوان العربي ولكن الاهم منها جميعا تلك المكائد والغضائن التي يُكيدها الغرب بقيادة وتفكير صهيوني للمنطقة العربية والتي يلعب الربيع العربي الدور النشط فيها الان ليرسم تلك الاحقاد على الارض بشكل طوائف وتجمّعات ودويلات محكومة بالغالب باتفاقيّات وقروض ومعاهدات مع دول الاستعمار الجديد المحكومة لاسرائيل التي طرحت برامج الشرق الاوسط الكبير والجديد والتي استدرّت دموع العالم الغربي والكثير من المخدوعين بالمجازر الهتلرية في الحرب العالميّة الثانية والتي عُرفت بمجازر الهولوكست .
حكم الهاشميّون سوريا منذ عام 1918 حيث كان فيصل بن الحسين رئيسا لحكومة السوريّة واصبح ملكا لملكة السوريّة عام 1920 ولم يدم حكمه طويلا حيث دخلت سوريا في مخاضاتواستقر الحكم للعلويّين غن طريق البعثيين منذ عام 1970 حيث بات الحكم بالفعل ملكيّا بمُسمّى رئاسي جمهوري لعائلة الاسد النُصيريّة والتي ذهبت بسوريّا الى ما هي عليه الان من مجازر مرعبة . وكانت العراق بتنوّع ثرواتها ومواردها وحضارتها البلد الثاني الذي تمتّع بحكم الهاشميّين وكانت المملكة العراقية أول حكم عراقي في العهد الحديث، بدأ رسميا منذ تعيين الملك فيصل الأول ملكا في عام 1921
إلا أن البلاد لم تنل الاستقلال إلا بعد عام 1932 لتكون من أوائل الدول العربية التي استقلت عن الوصاية الأوربية،تم تأسيس المملكة العراقية على إثر تداعيات الثورة العربية الكبرى حيث كان للشريف حسين بن على والد الأمير فيصل طموح العائلات المالكة الزعيمة الكبرى في المنطقة لتولي زعامة دولة العرب ونقل نظام الخلافة الذي انهار في إستانبول إلى إحدى العائلات العربية المتنافسة وهي: العائلة السعودية في نجد والحجاز كونها الأسرة الحاكمة في الأراضي المقدسة الإسلامية مكة والمدينة، والعائلة الهاشمية زعيمة الثورة العربية الكبرى في شمال الجزيرة وبلاد الشام والعراق، والعائلة العلوية من سلالة محمد علي في مصر.
استمرت هذه الحقبة حتى فبراير 1958، حيث دخل العراق مع الأردن في كيان غير اندماجي أطلق عليه (الاتحاد الهاشمي العربي) في مقابل اتحاد مصر مع سوريا (الجمهورية العربية المتحدة)، لكن هذا الاتحاد لم يدم سوى لإشهر، حيث قام عبد الكريم قاسم بانقلاب على الحكم الملكي في العراق، وأعلن الجمهورية في البلاد بعد ثورة 14 تموز 1958، والتي كانت نهاية لحكم الهاشميين للعراق .
حكم الهاشميون الأردن منذ تاسيس امارة شرق الأردن عام 1921 بعد الثورة العربية الكبرى التي قادها الحسين بن علي ضد الأتراك. وكانت بريطانيا تدعم هذه الثورة، ولكنها رتبت بالاتفاق مع فرنسا لاحتلال الدول العربية التابعة للدولة العثمانية، وهو الترتيب الذي عرف باتفاقية سايكس بيكو عام 1916، ووضعت الأردن تحت الانتداب البريطاني على فلسطين، ونشأت في ظل هذا الانتداب إمارة شرق الأردن، التي كانت تتمتع بحكم ذاتي. أعلن استقلال الأردن عن بريطانيا في 25 ايار 1946، وسميت "المملكة الهاشمية لشرق الأردن", وملكا عليها عبد الله الاول بن الحسين. بالإضافة إلى تعيين إبراهيم هاشم ذو الأصول السورية رئيسا للوزراء، وفي عام 1949 سميت الأردن "المملكة الأردنية الهاشمية".
أصبح الأردن عضوا في هيئة الأمم المتحدة في مطلع الخمسينيات من القرن الماضي, واعلنت وحدة ضفتي نهر الأردن في 24 نيسان 1950. الضفتين كانتا شرق الأردن، والضفة الغربية ذلك الجزء الذي تبقى من فلسطين بعد حرب 1948 التي شارك فيها الجيش العربي الأردني، وقيام دولة إسرائيل على أرض فلسطين. في عام 1951 تولى الملك طلال بن عبد الله الحكم بعد اغتيال الملك عبد الله الاول أثناء دخوله إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة، ثم أعفي الملك طلال من الحكم في 11/8/1952. تسلم الملك حسين سلطاتة الدستورية رسميا في الثاني من شهر أيار عام 1953, من مجلس وصاية على العرش. وبقي في الحكم حتى وفاته في عام 1999, بمرض السرطان.
حاكما لاكثر من 47 سنة. في عام 1999 تولى عبد الله الثاني بن الحسين الملك بعد وفاة االراحل الملك حسين رحمه اللهوقد اظهرت جنازة الراحل الكبير مدى حب الشعوب المختلفة وزعمائه له وللاردن كبلد وسطي السياسة محب للسلام. والمملكة الاردنية الهاشميّة هي اخر الممالك الهاشميّة وقد كسب الهاشميّون حب مواطنيهم ليس فقط لإنتسابهم للنبوّة العظيمة وانما ايضا لتعاملهم الإنساني المتواضع مع كافّة الناس من مواطنيهم والشعوب الاخرى فلذلك كان الاردن هو المأوى للكثيرين ممّن تضيق بهم اوطانهم لظروف قسريّة قيجدون الضيافة والكرامة في الايواء والإقامة الكريمة .
وكما يوجد الكثير من الاردنيّين المخلصون لوطنهم وارضه وقبادته يوجد القليل من الفاسدين الذين اكلوا من خيرات البلد بل ونهبوا موارده وحقوق الاردنيّون ولم يرتدعوا ختّى الان ولم يردّوا ما سلبوه وجعلوا الحكومات المتعاقبة تستسهل ان تعتمد على جيب المواطن ليحلّ العجز في الموازنة والعجز في فاتورة الطاقة بينما الوزراء والنوّاب وكبار الموظّفين يعيشون في بحبوحة لكبر رواتبهم وامتيازاتهم على حساب ابناء الطبقة المسحوقة . وعندما نقول العراق وسوريا والاردن (عسر) هي نبض المنطقة التي تضمّنا فاننا نتسائل متى عسرهذه المنطقة يزول وترتاح اجياله القادمة من الحروب والدمار والفساد ويتنفّس اطفالنا هواء نقيّا من رائحة البارود والخوف والحقد .
قال تعالى{ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ * فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ }صدق الله العظيم حمى الله الاردن ارضه وشعبه وقيادته الهاشميّة من كلِّ سوء وابعد عنه المخطّطات الصهيونيّة اللعينة وشرور الفاسدين من اهله والحاسدين له .