مساء الاثنين حضرت القدس في عمان، بتاريخها ومعانيها، بعمقها وقدسيتها، بشوارعها وابوابها، بمساجدها وكنائسها، برمزيتها ومستقبلها.
حضرت معبقة بروح ووهج "الحنونة" وتألق متعب الصقار، وباشعار الطفل المقدسي عصام البشيتي، وكاريزما الفنان المبدع زهير النوباني والصحافي الفلسطيني ثائر نصار، كلهم جاءوا لدعم صمود وبقاء جامعة القدس، التي تقف غصّة في قلب اسرائيل، حتى انها تساومها باعفائها من الضرائب بشرط ان تغير اسمها، لان اسم القدس عربيا وفلسطينيا يزلزل كيانها.
حضرت القدس بكل بهائها، لكن غاب اهلها وعزوتها، وغابت معهم البرجوازية الفلسطينية التي تشبعنا وطنية، وعند دفع الاستحقاقات تلوذ بصمت وكأن الامر لا يعنيها.
جامعة القدس جاء انشاؤها بقرار عربي اعتمد في القمة العربية التي عقدت في القدس، ووضع حجر الاساس لها في عام 1966 من قبل الراحل الملك الحسين، وبنيت اول كلية على ارضها في عام 1975، وتضم الان نحو 12 الف طالب فلسطيني، موزعين على كلياتها التي تمددت على عموم فلسطين، في مختلف التخصصات في درجتي البكالوريوس والماجستير وتمتلك الجامعة العديد من المؤسسات والمعاهد داخل مدينة القدس وفي الضفة الغربية مثل تلفزيون القدس التربوي ومعهد الاعلام العصري. وتدرس ابناء الشهداء والاسرى بالمجان.
تعاني جامعة القدس مثلما تعاني القدس وفلسطين عموما، من ابشع اشكال الارهاب الاسرائيلي، كما تعاني من ضائقة مالية صعبة قد تؤثر على استمرارها وصمودها، قررت ادارتها اللجوء الى الحاضنة الفلسطينية والعربية من أجل دعم صمودها، فاقامت حفلا لجمع التبرعات وابتدأت من عمان الشقيقة الشرعية للقدس، لكن للاسف غابت البرجوازية الفلسطينية الا ما ندر منها، وحضرت فعاليات اقتصادية اردنية وعربية، بحيث انتهت ثلاث ساعات من فتح باب التبرعات بجمع 210 الاف دينار، لا تساوي شيئا في مشروع جامعة القدس وصمودها، ولا تقارن بأي شكل مع رمزية القدس ومعانيها.
عشرات قليلة من أصحاب المال والسياسيين حضروا وقدموا تبرعات مشكورين عليها، لكن للقدس حقوق في رقاب ابنائها عربا ومسلمين، ولجامعتها فرض واجب من الدعم والمساندة،حضرت الحكومة ممثلة برئيسها الدكتور عبدالله النسور الذي قدم تبرعا شخصيا، كما حضر السفير الكويتي الدكتور حمد الدعيج وقدم تبرعا سخيا ايضا، بينما غابت دولة فلسطين ممثلة بسفيرها الذي وجهت له بطاقة الدعوة!.
وصلت تبرعات من شخصيات لم تتمكن من الحضور الى الاحتفال، وغابت شخصيات رأسمالية تسمع منها خطابات متطرفة عن فلسطين والقدس والمقاومة، مع انها دعيت بشكل رسمي وببطاقات وصلت الى مكاتبها، بعضها تعذر باسباب واهية،وبعضها الاخر لم يكلف نفسه عناء الاعتذار، لانه يعرف ان القدس لا تقبل الاعتذار مهما كانت الاسباب.