صفحات البوتاس ... في مجلد عشق الوطن
لله در الاردنيات ، ما بخلنا يوما على الوطن بالرجال ، انجبن الرجال ، كما انجبن ايضا الرجال الرجال ، ولانهم ملح الارض ، كان الرجال الرجال قلة ، كل منهم كان لمرحلة ، فصنعوا لها اطيب مذاق ، مذاق الرجولة الحقة ، مذاق الانتماء الحقيقي ، للوطن والشعب ، مذاق العشق الوطني ، وليس كل عاشق يعلو له المقام . من دون الرجال الرجال ، لن يطيب للمرحلة طعم ، وان افتقدناهم في مرحلة ، تبقى نكهة المذاق ، تفوح في فضاء المراحل ، تتداول وصفا لها الاجيال ، لتزرع للحلم بذرة ، بولادة بدر جديد ، يقهر عتم الليل ، لينبلج صبحا معطرا ، بقصائد غزل عشاق الوطن .
انهم رجال أطرت سيرتهم الاخلاق ، فلا رجولة من غير اخلاق ، فلاخلاق الرجال ، ولرجولة الاخلاق ، شذى يعبق بين صفحات التاريخ ، لتجمع في مجلد عشق سرمدي ، هو للوطن جسر عبور ، الى حيث الجمال والنقاء والبهاء . فان كان للمجد مجلد ، فصفحات البوتاس ابهى ما فيه ، ازهرت في بضع اشهر ، حدائق غناء ، من جمال حلم ، واحلام جمال ، يضاف الى رصيد عشرات السنين ، من النزاهة والعطاء ، هكذا عشنا في البوتاس ، في اقل من عام ، حلما يتحقق ، بعد ان طوي عقد من الزمان ، عشنا فيه الياس ، وافتقدنا الأمان .
بالامس كان صبحا جميلا ، حين طرق اسماعنا عبر الهاتف ، صوت من الاردن اصيل ، صوت جمال الصرايرة ، رئيس مجلس ادارة البوتاس ، كنا ستة اشخاص ، ليس منا مدير او ابن وزير ، من جذور الارض جئنا ، من صفوف الكادحين ، وفي البوتاس عاملين ، على الخير كنا مجتمعين ، لعقد صلح بين زميلين اختلفا ، فشكى كل منهما الاخر ، وصل نبا الخصام للرئيس فازعجه ، كما وصله نبا الصلح فاسعده ، فكان معالي الرئيس ، رسولا للمحبة والوئام والوحدة الوطنية ، رش صوته الماء على نار البغضاء ، فالهج الالسنة له بالدعاء .
فيا ايها الكركي الأبي ، والاردني الوفي ، والعروبي النشمي ... كيف يصدق الحدس فلا يعرف الظن انتكاس ... كيف صنعت البسمة على شفاه عمال البوتاس ... كيف بعثت املا لوجوه علاها اعتباس ... قد صرت لنا مطرا هطل بعد طول احتباس ... هل لك يا جمال من هذا الاسم نصيب ... فالتقيناك بعد ان عز على البوتاس الطبيب ... صوتك صار كما في الفجر شدو العندليب ... على الفهم قد التقينا وما من اشارة للبيب ... من سهولك مؤتة اطلت علينا بيارق ... يحملها فرسان بنوا للمجد سرادق ... انتصرالحق بهم من غير حمل بنادق ... هم للوطن رجال وهم وعده الصادق ...