تتـلاطــم الأمــواج من حولنـــا ، وتكــاد تقـذفنــا في كل إتجــاه ، ولا حـول لنــا ولا قــوة ، نتعـلق بكـل قشــة لعلنــا ننـجــو على ظهـرهــا ، ونرفـع أيـدينــا تضـرعـا لله أن يكــون عـونـا ومنقــذا لنــــا ، لـو إن الإنســان يتمســك بأقــوال الله تعالـى التي نزلــت في محكــم آيــاتــه الكريمـــة ، أو بالصـفـات والأخلاق التي جبـل عليهــا رسـولنــا الكريــم ، وجعل سـيرتــه العطــرة نبراســا لنــا تهدينــا إلى طريـق الخيــر والصــواب ، لمــا كانـت الحــال كما هي الان ، حــروب ومعـارك تفتــك بالإنســان ، تحركهــا النفـوس الشـريـرة ، والأبريــاء هـم ضحـايــا ووقــودا لهــا ، ولما أصبحــت الصـراعــات والمطامــع هـي السـمة والطابـع السـائد الآن بيــن البشـــر.
وهــا هـو الوطــن العربي الزاخـر بالمشـاكل والقضايــا الإجتماعيــة ، قــد أصبــح الأمــن فيـــه معرضــا للخطــر ، بعــد أن أخــذت العواصــف والريــاح المسـمومــة تضربــه من كــل إتجـــــاه، والإنقسـامات والإصـطفافــات تبعــده عن بعضـــه البـعـض أكثــــر فأكثـــر كل يـــــوم . تـأملنــا خيــرا في الربيــع العربــي ، وأن تكــون النتائــج خيــرا على الشعوب العربيــة كافــة ، بعد أن تتخلــص من القادة الظلمــة ، وتعــاد الحقوق والحريــات المهــدورة لأصحابهــا ، ولكــن الأمــل بــدأ يخبــو ، ونحــن نرى الصراعــات ما زالــت على حالهــا ، والحريــة وحقـوق الناس لم تتغيــر عما كانت إن لم تــزد ســــوءا .
إنـنـا في الأردن والحمـد لله فـي نعمــة ونحسـد عليهــا ، ألا وهـي الأمـن والأمــان فيــه ، نتعـرض لحملـة شـرســة وهجمــة قويـــة من بعض الجهــات والدول التي تريــد أن تحرمنــا لا قدر الله منهـا ، لأغراض وحقــد في نفوســها ، مستعينــة ببعـض المغــرر بهــم ، واستغلالا للظــروف الإقتصـدايــة التي نمــر بهــا ، بســبـب الآثــار السـلبية التي كانت من نتائــج الربيــع العربي على الدول الأخــرى ، وهــا هــو ما يحصـل في ســوريا أكبــر دليـل على ما يعصــف بنــا ،وإن كان لا دخـل لنــا فيما يجــري وكيــف إشـتعل ، الا أنـنــا نتأثــر به سـلبا ، كونـنا الجــار والشـقيــق ، والذي ليس لنا مصلحــة في الربح والخســارة كغيـرنــا من الأطــراف، بل نحــن نعانــي أكثــر من غيـرنــا من الآثــار ونتحمـل الأخطــار والأضــرار ، مهمــا حاولنــا تجنبهــــا .
ومــع محـدوديــة مواردنــا وإمكانيـاتنــا الا أن تدفــق اللاجئيــن من إخـوانـنــا السـوريين قــد أثقــل حملنــا ، وزاد من أعبــاء المعيشــة على المواطنيــن ، وتولــدت مشــاكل وقضـايـا إجتماعيــة كنا في غنــى عنهــا . الأسـلحـة الكيماويـة أصبحــت ورقــة وحجــة للتدخل الأجنبي في سـوريـا ، ويريدون أن تكون الأردن هي المنطلق لضربهــا ، أو تنفيذ مخطط ما منها ، كي تتورط الأردن في حرب وعــداء لا مصلحـة لنا فيــه ، والا لماذا لم يختاروا تركيــا أو لبنــان وهمــا الأقــرب لتنفيــذ مخطـطــاتهــم ويبعــدون الأردن عن تلك المغامــرة ، حفاظا على شـعبها وأرضهـــا .
إن الأمــل معقــود على الحكومــة أن لا تبقـى متفرجــة والمخاطــر تزداد يوميــا ، وأن تجــد للوطــن والمواطنيــن حلــولا تخلصهــا من هــذه الحالــة التي وقعنــا فيهــــــــا ، ليعــود الأمــن والأمــان لربــوع وطنـنـا العـزيــز كمــا كــان وكمــا نتمـنــــى .