قصــص تدمـي القلــب ، ونحـن نسـتمع اليهــا في إتصـالات تجعـل الدموع تـذرف مــن العيــن
تتسـاقط حبــات بلا إرادة أو تصـنع ، وهــي تبــث عبــر بعض المحطات الإذاعيــة الخاصــة
تعبــرعن معاناة بعض المواطنيــن ، الذين ضاقــت بهــم السـبل ، وأصبحت حالاتهــم في ضنــك وحاجــة
لأســباب خارجــة عن ارادتهـــا ، بل لظــروف طارئــة ، أو لحــادث مفاجـي لم يكـن في الحسـبان ، أو قلــة حيلــة
والإلتزامــات في هــذه الأيــام أصبحــت فوق طاقــة الكثيــر من المواطنيــن ، الذين لم ينظــر إليهــم أحــد من المسـؤوليــن بعنايــة واهتمام
ولم يجــدوا أمامهــم ســوى أن يبثــوا شـكواهــم مباشــرة على تلك المحطات التي تحمل هموم المواطن
لعــل صــوتــهم يصل الى بعـض أصحــاب القلوب الرحيمـــة التي يـزخـر بها وطننا والحمــد لله .
من ســنوات وانا اتابع تلك المحطات والبرامج ، وحيــرتي تزداد وألمي يكبر يوما بعـد يــوم
عندمــا لم أرى أو أسـمع أحــد من مسـؤوليـنا الكبــار بكل مسـمياتهــم أو الأشـخاص الأثريــاء الذين يتسـابقون ليكونوا من أوائــل الأثريــاء في العالـم العربي أو العالـم كلــه
مــن يهــز إحسـاســه رجـــل مريــض لا يستطيـــع أن يؤمــن دواؤه ، أو إمــرأة تبحــث وهـي عاجــزة عن تأميــن حليــب وغــذاء لأطفالهــا
أو إمــرأة عجــوز أقعــدها كبــر الســن وعــدم الرعايــة من الأهــل وحيــدة في البيــت
أو من أصــيب بعاهــة أو مرض أقعــده الفــراش ، ويبادر ويعمـل خيــرا ولأجــل الله تعالــى ويمـد يــد المساعــدة لأي منهـــم ، وكأنــه قــد أصــيب بالصـمـم
أو على قلبـــه غشــاوة منعــت عنه الإحسـاس بالعاطفــة والمسـؤوليــة
وربما يكــون مشغول بسفرياتــه والجــري من أجــل أن تزداد مصالحه ومشاريعــه ويتغاضــى عن قول الله تعالـــى "وفــي أموالهــــــم حـــــــــــق للســائـــل والمحـــــــــــــــروم" .
وربما إنشغال بعض المسؤولين والأثريــاء وحصــر حياتهم وســط دائرة لا تخــرج عن بيته وأهلــه ، أو إهتمامه بالكلاب التي يربيها في بيتــه وما يصـرفــه عليهـــا
أو سـفرياتــه التي لا تنقطــع تشـغلــه أو تفوق إهتمامه بمسـاعـــدة المحتاجيــــــن والفـقـــــــــراء .
بصـيص من الأمــل ، يدخلــه في قلوبنــا أؤلئــك الناس الرائعيــن من المواطنيــن البســطاء الشـرفاء، الذين يتسابقون لمد يد العــون والمساعدة لبعض الحالات المحتاجــة
كل بإمكانيــاته وطريقتــه ولا يريــد شـكــرا أو مدحــا بــل يعمـل ذلك من أجــل أن ينال رضـاء الله وثوابــــه، ولولاهــم لكنــا قــد اصـبنــا بالإحباط وألــم قــد يقـتـلنــا
ولكن رحمة الله الواسـعــة والنـــاس الطيبـيــن ، الذيــن يبــادرون فــورا بمــد أيــديهــــم الحنونـــــة
وبشــعورهــم الصادق ، ويذللون عثـراتهــم ويساعدونهم في حل مشاكلهــم والـخـروج من ضائقتهــم الماليــة أو الصحيــة أو غير ذلك
وقــد صــدق قول الرسـول الكريــم فيهــم "الخيــر فــيً وفي أمتي الى يــوم القيامـــة " ، يسـعدنــا ونحن نرى لمسات الحنان
والعطف التــي أعادت البسمة والأمل إلــى كثيــر من النــاس